سيريا مونيتور -غزة
أكد المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف، آفي أشكنازي، أن الجيش الاسرائيلي يواجه مأزقاً استراتيجياً عميقاً في قطاع غزة، حيث يشكل القتال هناك تحدياً بالغ التعقيد، خاصة في ظل شبكة الأنفاق الواسعة التي وصفها بأنها “عشرات الآلاف”، مضيفاً أن التعامل معها يشبه “تفريغ البحر بملعقة”.
وبحسب أشكنازي، فإن الهدف الأساسي للعملية العسكرية الإسرائيلية لم يعد القضاء على حركة حماس، بل الضغط عليها من أجل إعادة 59 رهينة، مشيراً إلى أن تصريحات بعض المسؤولين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حول “تفكيك” الحركة لا تعكس واقع الميدان، معتبراً تلك الطروحات “غير واقعية في المرحلة الراهنة”.
وأوضح أن حماس لا تزال تحتفظ ببنية عسكرية نشطة، ومنظّمة في كتائب وسرايا، وقد تمكنت من إعادة تموضع قواتها عبر الأنفاق أو بين صفوف المدنيين الفارين، خاصة نحو منطقة المواصي، ما يزيد من تعقيد العمليات العسكرية.
أشكنازي حذر من أن مساحات شاسعة من القطاع أصبحت مفخخة، ما يتطلب تدمير آلاف المباني، وهو ما حوّل مدينة رفح إلى “أكوام من الركام”، متوقعاً أن تستغرق إعادة إعمارها عشرات السنين إن حدثت أساساً.
وأشار إلى أن وتيرة القتال الحالية تضع جيش الاحتلال في مواجهة حرب عصابات غير تقليدية، تمنع استخدام القوة النارية الكاملة خشية على حياة الرهائن، بينما تستغل حماس هذا القيد لتوجيه ضربات مباغتة والتراجع بسرعة.
وفي ظل هذا الوضع، طرح أشكنازي ثلاثة سيناريوهات مطروحة أمام القيادة السياسية: تكثيف القصف، أو إرسال مزيد من القوات، أو تنفيذ هجوم بري واسع وسريع. لكنه حذّر من أن الخيار الأخير، الذي يتطلب تعبئة مئات آلاف من جنود الاحتياط وإرسال عدة فرق إلى غزة، ينطوي على مخاطر جسيمة، خاصة فيما يخص حياة الرهائن.
واختتم مقاله بالإشارة إلى أن أي عملية واسعة يجب أن تكون قصيرة زمنياً، لكنّها ستفتح الباب مجدداً أمام أسئلة كبرى تتعلق بمدة الحرب والسيطرة على 2.5 مليون فلسطيني في القطاع.