سيريا مونينور -دمشق
جددت ألمانيا دعوتها إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، مؤكدة أن وجودها يمثل تهديدًا لاستقرار البلاد وانتهاكًا للقانون الدولي.
وقال المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، في مقابلة مع تلفزيون سوريا، إن برلين تتابع “بقلق بالغ” التقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين في ريف درعا الغربي، مشيرًا إلى أن حماية المدنيين تظل “أولوية قصوى” في أي تسوية سياسية مقبلة.
وأشار شنيك إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية شددت خلال زيارتها الأخيرة إلى دمشق على أن استمرار الهجمات الأجنبية على الأراضي السورية يسهم في تأجيج الصراع وعرقلة جهود تحقيق الاستقرار، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
وأكد أن ألمانيا ترى ضرورة خلق بيئة مستقرة تتيح للشعب السوري التركيز على العملية السياسية الداخلية بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مشددًا على أن أي حل سياسي يجب أن يضع مصالح السوريين في المقدمة.
التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتصاعد استهداف المدنيين
شهدت سوريا تصعيدًا ملحوظًا في الاعتداءات الإسرائيلية منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، حيث كثفت قوات الاحتلال غاراتها الجوية على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري بهدف تدمير بنيتها التحتية ومنع إعادة تأهيلها.
ولم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على القصف الجوي، بل ترافقت مع عمليات توغل بري في أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، حيث تمكنت قوات الاحتلال من فرض سيطرتها على المنطقة العازلة، وبدأت بتنفيذ مداهمات داخل المناطق الحدودية.
وخلال الأيام الأخيرة، أخذت العمليات الإسرائيلية منحى أكثر خطورة، إذ لم تعد تستهدف المواقع العسكرية فحسب، بل طالت أيضًا المدنيين. ففي 17 مارس، قُتل أربعة مدنيين نتيجة قصف في ريف درعا، تلاه هجوم آخر على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين آخرين.
وبررت إسرائيل هذه العمليات بأنها إجراءات دفاعية تهدف إلى إزالة التهديدات على حدودها الشمالية، ومنع “حزب الله” من الحصول على أسلحة متطورة من إيران. ومع ذلك، فإن المتغيرات السياسية والأمنية التي طرأت بعد سقوط نظام الأسد تشير إلى أن الوجود الإيراني في سوريا قد خضع لتحولات كبيرة، ما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذا التصعيد.
مع استمرار التدخلات العسكرية الخارجية، يجد السوريون أنفسهم أمام تحديات جديدة في سبيل تحقيق الاستقرار وإعادة بناء بلدهم. وبينما تدعو ألمانيا إلى خروج جميع القوى الأجنبية لتمكين السوريين من رسم مستقبلهم السياسي، لا تزال المعادلة على الأرض معقدة، في ظل مصالح إقليمية ودولية متشابكة تجعل من الصعب تحقيق تسوية سريعة.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي الضغط الدولي إلى الحد من التدخلات الخارجية في سوريا، أم أن التصعيد المستمر سيؤدي إلى مزيد من الفوضى في المشهد السوري؟