وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية صباح اليوم الثلاثاء، أن قواتها شنت هجوماً على محور مدينة فضولي جنوب ” قره باغ” بهدف السيطرة عليها، بحسب موقع “روسيا اليوم“.
وأضافت الوزارة أنها تمكنت من تدمير أربع دبابات تابعة للقوات المسلحة الأرمنية هذا الصباح على محور فضولي – جبرائيل.
واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية المدفعية الأرمنية بقصف محافظة “داشكسان” البعيدة عن ساحة العمليات العسكرية في إقليم قره باغ.
وأوضحت أن القصف انطلق من أراضي محافظة “وأردنيس” الأرمنية، في الساعة السابعة والنصف صباح اليوم، مؤكدة أن الجيش الأذربيجاني سيتخذ إجراءات مناسبة للرد.
وأسفرت المعارك الدائرة بين الطرفين عن سقوط عشرات القتلى، حيث اعترفت أرمينيا أمس الإثنين بمقتل 26 عسكرياً في المعارك ضدّ القوات الأذربيجانية، لترتفع حصيلة خسائرها البشرية إلى 84 قتيلاً منذ اندلاع المواجهات، وفقا لـ”فرانس24″.
من جهتها، ذكرت السلطات الأذربيجانية أن مدنيين اثنين قتلا مساء أمس، في قصف شنّته القوات الأرمنية.
وارتفعت الحصيلة الأولية لضحايا المعارك إلى 95 قتيلاً بينهم 11 مدنياً، تسعة في أذربيجان واثنان في الجانب الأرمني، بينما لم تعلن أذربيجان عن حصيلة قتلاها العسكريين.
وتعد المعارك المتواصلة بين البلدين منذ الأحد الماضي الأعنف منذ سنوات، وسط تخوف من تحولها إلى نزاع كبير في المنطقة.
ودعت سائر القوى الإقليمية والدولية، وفي مقدّمتها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وفرنسا وإيران والاتحاد الأوروبي، إلى وقف فوري لإطلاق النار.
في حين دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أرمينيا إلى وضع حد لما وصفه بـ”احتلال ناغورني قره باغ”، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان التي وصفها بالبلد الشقيق والصديق.
أما المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، صرح أن الأولوية هي “لوضع حد لأعمال عنف، وليس لتحديد من على خطأ ومن على صواب”.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأوروبية بيتر ستانو أن “أي تدخل في هذا النزاع ليس مقبولاً”، معتبراً أن تصاعد حدّته “مثير جداً للقلق”.
وما يزال الوضع الميداني غير واضح المعالم، مع تأكيد أرمينيا سيطرتها على مواقع خسرتها في اليوم السابق، فيما تقول أذربيجان إنها حققت تقدماً إضافياً مستخدمة الصواريخ والمدفعية والطيران.
ومن المقرّر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مغلقاً اليوم بدعوة من برلين وباريس لبحث الوضع، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية.
وبحسب القانون الدولي، يعد إقليم ناغورني قره باغ جزءا من أذربيجان، لكن الأرمن -الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه- يرفضون حكم باكو.
ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب لدى انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991.
ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في 1994 بعد مقتل الآلاف ونزوح أعداد أكبر، فإن الدولتين تتبادلان بشكل متكرر الاتهامات بشن هجمات داخل الإقليم وعلى الحدود بينهما.