اتهم سياسيون وصحفيون سوريون ولبنانيون، اليوم الخميس حزب الله اللبناني بجريمة اغتيال الناشط والباحث السياسي لقمان سليم بعد العثور على جثته مقتولاً بخمس رصاصات أربع في الرأس وواحدة في ظهره، في سيارته في منطقة العدوسية جنوب لبنان بعد فقدان الاتصال به مساء أمس حيث نقلت جثته إلى مستشفى صيدا بعد الانتهاء من معاينة الطبيب الشرعي.
وقال الناشط السياسي، ورئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين في تصريح خاص لـ موقع تلفزيون سوريا إن جريمة قتل الناشط لقمان سليم تندرج ضمن سياسة كم الأفواه المعارضة لسياسة الأمر الواقع، وهو لم يحمل في حياته إلا سلاح الكلمة.
وأضاف “الأمين” أن اللبنانيين يتخوفون من واقع الاغتيالات للناشطين السياسيين المعارضين، كما جرى اليوم مع “لقمان”، الذي لطالما عُرف بمواقفه الصريحة والواضحة، مشيراً إلى أنه يعوّل على التحقيق، وعلى متابعة الجريمة من قبل الأجهزة الأمنية في لبنان ومهما كانت نفوذ الجهة المتهمة كبيرة، يجب الوصول إلى الحقيقة ومحاسبة الفاعلين.
بدورها، قالت شقيقة “سليم”، رشا الأمير في تصريحاتلها: إن المسؤولين عن جريمة قتل شقيقها معروفون، وهم من قاموا بتوجيه أصابع الاتهام لأنفسهم، ومن المعروف للجميع من هو المتحكم في هذه المنطقة مشيرةً إلى أن شقيقها تلقى عدة مرات تهديدات وصل بعضها إلى منزله.
سياسيون وصحفيون وباحثون سوريون يدينون الجريمة:
اعتبر الأستاذ الجامعي والباحث السوري المتخصص في الحركات الدينية عبد الرحمن الحاج في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا أن لحزب الله تاريخا طويلا من الخطف والاغتيال للبنانيين والفلسطينيين والأحوازيين والفرنسيين والأميركيين وغيرهم، وكانت قضيته إثبات أنه قوة عسكرية لا يمكن تجاهلها.
وقال “الحاج” إنه في في السنوات العشر الأخيرة وبعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب صارت قضيته الرئيسية السيطرة على لبنان بقوة السلاح، وكلما ظهرت أصوات معارضة مسموعة يمكن أن تهدد هيمنته قام باغتيالها، وبشكل خاص إذا كان الصوت المعارض من الطائفة الشيعية في سعي منه لاحتكار تمثيل الطائفة والاستناد إلى هذا التمثيل لشرعنة ممارساته في السيطرة على الحياة العامة ومؤسسات الدولة في لبنان.
وأضاف “الحاج” أن اغتيال لقمان سليم هو اغتيال من أجل تخويف المنشقين من الطائفة الشيعية من جهة، ومن جهة أخرى جزء من خطة للإجهاز على رموز الانتفاضة اللبنانية ضد حزب الله والطبقة السياسية الخاضعة له.
وأشار “الحاج” إلى أن جريمة الاغتيال هي اختبار لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن باعتبار أن لقمان سليم من المقربين من الأميركان وسيكون رد الفعل عليه قياس حدود ما تريد فعله إدارة بايدن في لبنان، وإلى أي مدى يمكنها أن تذهب إليه.
وتابع “الحاج”: “يبقى أن قتل لقمان في هذا الوقت أيضا هو استغلال للأجواء التي أشاعتها إدارة بايدن حول العودة إلى الاتفاق النووي والتي كان أحد أبرز خطواتها هي تعيين روبرت مالي الميال لإيران”.
وتساءل السياسي السوري جورج صبرا “هل حقاً يبحث الباحثون عمن اغتال لقمان سليم ويختلفون؟! هو مسلسل يقوم به المحترفون منذ عقود، بدءاً من اغتيال حسين مروة ومهدي عامل، مروراً بتصفية نخبة العقل والضمير والشرف والشجاعة في لبنان. رحم الله إلياس مرقص الذي قال عن تصدير الثورة الإيرانية “عصر الدم”.
إدانات سياسية لبنانية لجريمة اغتيال لقمان سليم:
قال النائب اللبناني عن حزب القوات اللبنانية زياد الحواط عبر حسابه على تويتر إن السلاح والفساد وجهان لعملة واحدة وسلاح الغدر يغتال الوطنيين الأحرار لترويع اللبنانيين وإخضاعهم، مضيفاً أن لا إصلاحات قبل ضبط السلاح وتفكيك منظومته واستعادة الدولة سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية في إشارة منه إلى سلاح حزب الله.
بدوره، قال اللواء أشرف ريفي عبر “تويتر”: “كل اغتيال يطوى في الأدراج يكون الفاعل المجهول معروفاً جوزيف بجاني، والآن لقمان سليم، حلقات في مسلسل تصفيات للترهيب وكمّ الأفواه وشطب الأصوات الحرة، فهل قرر المجرمون افتتاح موجة جديدة من الإرهاب؟”، مضيفاً “لقمان سليم يا قامةً بحجم الفكر والأخلاق والوطنية، العدالة أن يحاسب المجرمون”.
كما أكد النائب السابق من قوى 14 آذار باسم السبع في تصريح له أن “اغتيال الناشط لقمان سليم، رسالة مباشرة لكل الناشطين والكتاب والسياسيين من أبناء الطائفة الشيعية الذين يتحركون وينشطون ويعبرون عن أفكارهم خارج المدار السياسي لحزب الله هو مع الأسف، الانطباع الذي يسود بعد اغتيال لقمان، وسيكون من الصعب تبديل هذا الانطباع بغير الكشف الكامل عن مجريات الجريمة، و”السبع” نائب سابق في مجلس النواب اللبناني ووزير سابق وهو من الطائفة الشيعية.
وقال النائب السابق عن الحزب التقدمي الاشتراكي، مروان حمادة في تصريحات صحفية إنه في ظل عهد الإرهاب والفساد، لا مكان طبعا لأمثال لقمان سليم، الشاب الوطني المثقف المتحرر من كل القيود الطائفية، إن للجريمة توقيعاً واحداً ما زال يلاحقنا منذ اغتيال رموز ثورة الأرز”.
وتساءل “حمادة” ” ألم يحن الوقت لنضع حدا لهذا الإجرام ولنحرك ونوسع عمل المحاكم الدولية لكي تشمل كل الجرائم المقترفة حتى اليوم؟”.
واعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم أن “الناشط السياسي لقمان سليم شهيداً” منذ 2019 وجه أصابع الاتهام بعض السلطة، استنكر وتوعد ووعد بعض المشتبه بهم هللوا وبكل وقاحة عبروا عن فرحهم”.
وأضاف، عبر “تويتر”، “السلطة لن تفعل شيئاً سوى الكلام، لديها مشاغل أهم مثل عرقلة تأليف الحكومة لن يقوم بلد برأسين وبالطبع ليس مع هذا الطقم الحاكم الفاشل”.
ورأت “الكتلة الوطنية” أن “اغتيال لقمان سليم هو استهداف مباشر لكل من يناضل لبناء دولة قانون وعدالة في لبنان”.
وقالت في بيان لها اليوم الخميس: “في ذكرى الشهر السادس لجريمة مرفأ بيروت، يضعنا هذا الاغتيال أمام حقيقة الصراع القائم في لبنان بين حكم المجرم وحكم العدالة بين حكم الميليشيات وحكم القانون والقضاء.
وأضافت أن هذا الاغتيال يحتم علينا كقوى تغييرية في هذا البلد، رص الصفوف في مواجهة منظومة متواطئة ومجرمة في إشارة منهم إلى حزب الله إن قوى الظلام والرجعية لن ترهب اللبنانيات واللبنانيين وسنستمر في مقاومة الاحتلال الداخلي حتى زواله.
بدورها قالت النائب عن تيار المستقبل رولا الطبش “من يخاف من الكلمة.. لا يستحق أن يكون حرفا في أبجدية الوطن. لقمان سليم .. شهيد الكلمة الحرة لوطن حر”.
إدانات دولية:
أبدى منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان يان كوبيش، انزعاجه للغاية “من الخسارة المأساوية للقمان سليم الناشط والصحفي والصوت المستقل الصادق الشجاع”، وطالب عبر موقع تويتر، من السلطات التحقيق في هذه المأساة بشكل سريع وشفاف واستخلاص النتائج اللازمة”.
وقال، “كوبيش” يجب ألا يتبع هذا التحقيق نمط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي بقي بعد ستة أشهر غير حاسم ومن دون محاسبة ويجب أن يعرف الناس الحقيقة”.
وعلّق سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف على مقتل الناشط لقمان سليم قائلاً: “مصدوم وحزين لاغتيال لقمان سليم، تعازيّ الحارة لعائلته وأقاربه ونأسف لثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان ونطالب بالتحقيق المناسب من قبل الجهات المختصة.
واغتال مجهولون الناشط والباحث السياسي اللبناني لقمان سليم المعروف بمعارضته لحزب الله في قرية جنوب لبنان، بعد اختفائه مساء أمس، وقالت مراسلة تلفزيون سوريا في لبنان نور طوق: إن مجهولين اغتالوا الناشط والكاتب السياسي لقمان سليم بطلقتين في الرأس وعثروا على جثته مقتولاً في سيارته في منطقة العدوسية جنوب لبنان بعد فقدان الاتصال به مساء الأربعاء.
ولقمان سليم من الطائفة الشيعية ويعرف بمعارضته لحزب الله في لبنان ويدير منظمة “أمم” للتوثيق الحقوقي وهو من مواليد 1962 ويعتبر ناشرا وناشطا اجتماعيا وسياسيا مستقلا لبنانيا، يعمل في الضواحي الجنوبية لبيروت، وهو معلق معترف به في السياسة اللبنانية والشرق الأوسط، وأخرج فيلم “تدمر” الذي أعاد بثه تلفزيون سوريا ويتضمن الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2016 روايات مجموعة من المعتقلين اللبنانيين السابقين عن قصصهم المروعة خلال الفترة التي قضوها في سجن تدمر أحد أسوأ سجون نظام الأسد سمعةً، حيث تعيد هذه المجموعة خلال الفيلم بناء سجن تدمر من جديد في إحدى المدارس المهجورة لضواحي مدينة بيروت من خلال لعب دور الضحية والجلاد لإعادة قصة حياتهم للحياة مرة أخرى.
نقلاً عن تلفزيون سوريا