سيريا مونيتور..
دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لدعم جهود التعافي في سوريا وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين، مشددة على ضرورة حماية حقوق وسلامة جميع السوريين لضمان عودة كريمة ومستدامة.
حث المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات جريئة لدعم السوريين النازحين داخلياً وخارجياً. وأكد غراندي خلال زيارته إلى معابر حدودية رئيسية، مثل المصنع بين لبنان وسوريا، وباب الهوى على الحدود التركية، أهمية تقديم الدعم العاجل للأسر العائدة، التي تواجه ظروفاً معيشية صعبة وحاجة ملحة للمساعدات الأساسية.
وقال غراندي: “نحتاج إلى نهج متكامل يركز على جعل العودة إلى سوريا آمنة ومستدامة، بما يشمل الاستثمار في توفير الوظائف، وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية، واستعادة الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية والكهرباء والمياه النظيفة”.
أهمية رفع العقوبات
أوضح المفوض الأممي أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا يعد خطوة أساسية لتعافي البلاد، ما قد يسهم في تسهيل عودة أعداد أكبر من اللاجئين. وأكد أن دعم عملية إعادة الإعمار سيمكن السوريين من التغلب على الأزمات التي عانوا منها طيلة السنوات الماضية.
الجهود الإنسانية الجارية
تعمل المفوضية بالتعاون مع شركائها على توفير المساعدات الإنسانية، بما يشمل تقديم الدعم المادي والقانوني للعائدين، المساعدة في إصلاح المنازل المتضررة، وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الملابس الشتوية والبطانيات ومواد الإغاثة. وأشارت المفوضية إلى أهمية توفير دعم طويل الأمد للتعافي الشامل في البلاد.
بحسب بيانات المفوضية، عاد أكثر من 500 ألف لاجئ إلى سوريا منذ أيلول الماضي، من بينهم 200 ألف عادوا بعد التغيير السياسي في البلاد. كما عاد نحو 600 ألف نازح داخلي إلى مناطقهم منذ ذلك الحين، رغم أن هناك نحو 7.4 ملايين نازح داخلي وأكثر من ستة ملايين لاجئ سوري موزعين حول العالم.
وأظهرت استطلاعات أجرتها المفوضية أن 27% من اللاجئين السوريين في دول مثل لبنان ومصر والأردن والعراق يخططون للعودة إلى بلادهم خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالفترات السابقة.
التعاون مع الإدارة السورية الجديدة
خلال زيارته إلى دمشق، التقى غراندي قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، لبحث سبل تعزيز الدعم للعائدين وتأمين احتياجاتهم الأساسية. وأكدت المفوضية أن هذه الجهود تأتي في إطار تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا والمنطقة.
اختتم غراندي تصريحاته بالتأكيد على ضرورة تكثيف الدعم الإنساني من قبل الجهات المانحة لتلبية الاحتياجات الملحة للسوريين، وضمان تحقيق التعافي طويل الأمد، قائلاً: “علينا اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها والبدء بمرحلة جديدة من الاستقرار”.