نشر موقع “فرونت لاين” أول مقابلة لزعيم “هيئة تحرير الشام“، أبو محمد الجولاني، مع صحفي أميركي، أكد فيها أن دوره في محاربة “تنظيم الدولة” والسيطرة على منطقة بها ملايين النازحين السوريين الذين من المحتمل أن يصبحوا لاجئين، يعكس المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والغرب.
وأجرى المقابلة الصحفي الأميركي مارتن سميث في 1 و14 شباط الماضي، في مدينة إدلب، وستكون هذه المقابلة جزءاً من فيلم وثائقي سينشره موقع “فرونت لاين”، ليختبر ظهور الجولاني كقيادي ومتشدد إسلامي، وجهوده لتقديم نفسه كقوة مؤثرة في مستقبل سوريا، على الرغم من تاريخه مع “تنظيم القاعدة” والاتهامات بارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان.
ووصف الصحفي سميث الجولاني، الذي تصنّفه الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، وتعرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله، بأن “حياته كانت خريطة طريق للتشدد الإسلامي في سوريا والعراق”.
وأوضح الجولاني خلال المقابلة أن “هيئة تحرير الشام” لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة، مطالباً واشنطن بإزالة اسمه من قائمة الإرهابيين، مشدداً على أن “هذه المنطقة لا تشكل تهديداً لأمن أوروبا وأميركا، وهي ليست نقطة انطلاق لتنفيذ الجهاد الأجنبي”.
ورداً على سؤال لماذا يجب اعتباره قائداً في سوريا إذا كان مصنفاً على قوائم الإرهاب الأميركية والأمم المتحدة ودول أخرى، قال الجولاني إن هذا التصنيف “غير عادل وسياسي”، مشيراً إلى أنه “على الرغم من انتقاد السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط، إلا أننا لم نقل إننا نريد القتال”.
وأكد الجولاني أن “ارتباط هيئة تحرير الشام” بـ “تنظيم القاعدة” انتهى، موضحاً أنه “حتى في الماضي كانت جماعته ضد تنفيذ أي عمليات خارج سوريا”.
وأضاف أن “تصرفات نظام الأسد تتوافق مع تعريف الإرهاب لأنه يقتل الأبرياء والأطفال والفقراء والنساء”.
وبشأن اعتقال “هيئة تحرير الشام” للصحفيين والناشطين وتعذيبهم، أوضح الجولاني أن الأشخاص الذين احتجزتهم هيئة تحرير الشام هم “عملاء للنظام أو للروس، أو عناصر من تنظيم الدولة، ومتهمون بالتفجيرات في المنطقة”.
ورفض الجولاني التقارير الحقوقية التي تقول إن “هيئة تحرير الشام” تلاحق منتقديها، واصفاً الاعتقالات التي تقوم بها الهيئة تستهدف اللصوص والمجرمين.
كما رفض اتهامات تعذيب المعتقلين، مؤكداً “أنا أرفض ذلك تماماً”، ومشيراً إلى أنه سيمنح منظمات حقوق الإنسان الدولية حق الوصول إلى السجون وتفقدها أو القيام بجولات في مناطق سيطرة الهيئة، موضحاً “مؤسساتنا مفتوحة لأي شخص، المنظمات مرحب بها، ويمكن للأشخاص المهتمين زيارة المنطقة وتقييم الموقف”.
واشنطن: الجولاني مصدر قوة استراتيجية لأميركا
من جانبه، قال ممثل واشنطن لشؤون سوريا والمبعوث الأميركي إلى “التحالف الدولي”، جيمس جيفري، إن “تنظيم الجولاني كان مصدر قوة استراتيجية لأميركا في إدلب”.
وفي مقابلة مع الصحفي سميث، وصف جيفري “هيئة تحرير الشام” بأنها “الخيار الأقل سوءاً من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب”، موضحاً أن إدلب “من أهم الأماكن في سوريا، وهي واحدة من أهم الأماكن حالياً في الشرق الأوسط”.
أما الباحث في الجماعات الجهادية في سوريا وشمال أفريقيا في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، آرون واي زيلين، فيعتبر أنه “من الصعب معرفة نوايا الجولاني، لأنه كان كالحرباء”.
وأضاف زيلين أنه “كيف يمكنك بالضرورة أن تثق في شخص يحاول البقاء على قيد الحياة والاستمرار في البقاء في السلطة، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه بها ذلك”؟!