الذهب يسجل ارتفاعاً قياسياً جديداً مع تصاعد التوترات التجارية العالمية

سيريا مونيتور -دمشق

سجل الذهب اليوم الجمعة مستوى قياسي جديد في أسواق المعادن النفيسة، مدفوعاً بتزايد التوترات التجارية العالمية عقب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا جمركية جديدة. هذا التصعيد دفع المستثمرين للإقبال على الذهب كملاذ آمن من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.

حيث ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,083.33 دولارًا للأوقية، محققًا أعلى مستوى له على الإطلاق في وقت سابق عند 3,086.21 دولارًا. ومن خلال هذه الزيادة، سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 2% خلال هذا الأسبوع، ليحقق رابع مكسب أسبوعي على التوالي.

كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1% لتصل إلى 3,092.50 دولارًا، مما يعكس استمرار الزخم الصعودي للمعدن الأصفر في الأسواق العالمية. وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في “كابيتال.كوم”، إن الذهب يستفيد من عدة عوامل أبرزها السياسات التجارية والمالية الأميركية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو العالمي. كما أضاف أن المستوى التالي المستهدف للذهب هو 3,100 دولار للأوقية.

عوامل عدة ساهمت في هذا الصعود الكبير، منها حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية والتهديدات بخفض أسعار الفائدة، فضلاً عن النزاعات الإقليمية المتزايدة وزيادة مشتريات البنوك المركزية. كل هذه العوامل أدت إلى تجاوز الذهب حاجز 3,000 دولار للأوقية، وهو مستوى نفسي هام.

ووفقًا لإدوارد مير، المحلل في “ماركس”، فإن الأسواق لم تستوعب بعد طبيعة الردود الانتقامية التي قد تحدث بسبب الرسوم الجمركية، مما يضيف مزيدًا من الدعم لأسعار الذهب في هذه الأوقات.

تتوجه الأنظار نحو 2 نيسان المقبل، وهو الموعد الذي ستدخل فيه الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترمب حيّز التنفيذ. وقد يتسبب ذلك في زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، مما يعزز الطلب على الذهب.

وفي هذا السياق، يرى محللو “بي إم آي” أن الذهب سيستمر في الاستفادة من التوترات الجيوسياسية، إضافة إلى عدم اليقين في السياسات الأميركية والمخاوف التضخمية، ما يجعل التوجه الصعودي للذهب قائماً.

يظل الذهب أحد الأدوات التقليدية للتحوط في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، كما يزداد جاذبيته في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وأكد توم باركين، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، أن السياسة النقدية التي يعتمدها البنك المركزي الأميركي تعد مناسبة في ظل حالة عدم الاستقرار الحالية.

كما تترقب الأسواق صدور بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في الولايات المتحدة، والتي قد يكون لها تأثير كبير على تحركات الذهب والعملات.

Read Previous

زلزال قوي يضرب بانكوك ويتسبب في انهيار مبانٍ وإعلان الطوارئ

Read Next

الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة خماسية: التحديات الأمنية وتهديد التواجد الإسرائيلي وضرورة رفع العقوبات

Most Popular