سيريا مونيتور
يبدأ القضاء السويدي، يوم الإثنين المقبل، محاكمة عميد سابق في جيش النظام السوري، متهم بالمساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم حرب في سوريا.
وتعتبر هذه المحاكمة للرتبة العسكرية الأعلى من مسؤولي النظام السوري أمام القضاء الأوروبي بتهمة ارتكاب جرائم دولية، كما أنها أول محاكمة تتعلق بعمليات النظام السوري العسكرية بعد محاكمات لمسؤولين بتهم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والقتل والتعذيب.
كما تعتبر هذه المحاكمة الأولى أمام القضاء الأوروبي التي تتعلق بسير الأعمال العدائية في سوريا، مع التركيز بشكل خاص على الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين.
ويتهم الضابط السابق، وهو المسؤول عن “وحدة التسليح” في “الفرقة 11” من “الفيلق الثالث” في جيش النظام السوري، بأنه ساعد وحرض على ارتكاب جرائم حرب في حمص وحماة، بما في ذلك حي بابا عمرو وبلدة الرستن ومنطقة الحولة، خلال العام 2012، وفق مجموعة “المدافعون عن الحقوق المدنية”.
ووفق المجموعة، كان المتهم خلال ارتكاب الجرائم يشغل منصب عميد ورئيس فرقة تسليح في جيش النظام السوري، وساعد وحرض على ارتكاب جرائم حرب، ومتورط في هجمات عشوائية على مدينتي حمص وحماة بين كانون الثاني وتموز 2012، أسفرت هذه الهجمات عن أضرار جسيمة للممتلكات المدنية، وتسوية أحياء بكاملها بالأرض، بالإضافة إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين.
وبحسب لائحة الاتهام، فإنه “تم تنفيذ الهجمات بشكل ينتهك مبادئ القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التمييز والحذر والتناسب، ما يعني أن جيش النظام السوري لم يميز في هجماته بين المدنيين والمقاتلين، أو بين الممتلكات المدنية والأهداف العسكرية، وأن الهجمات كانت غير متناسبة”.
وتستند لائحة الاتهام بشكل أساسي إلى شهادات شهود وتقارير ووثائق رسمية من حكومة النظام السوري، بالإضافة إلى المعلومات التي قدمها المتهم في أثناء التحقيقات.
وخلال المحاكمة، سيدلي ثمانية مدعين متأثرين بالهجمات والعديد من الشهود بشهادتهم، بما فيهم أصحاب منازل مدمرة، وآخرون تعرضوا لإصابات أو فقدوا أفراداً من عائلاتهم بسبب الهجمات.
كما يوجد 15 شاهداً في القضية، بعضهم شهود عيان وآخرون مطلعون على الأحداث ومنشقون عن جيش النظام السوري لديهم معلومات حول الهجمات ووحدات جيش النظام العسكرية، بالإضافة إلى خبراء بعمل الهيكلية العسكرية “للفرقة 11”.
وستعقد المحاكمة أمام محكمة استوكهولم الجزئية، بين 15 نيسان و21 أيار 2024، ومن المتوقع صدور الحكم بعد بضعة أسابيع.