سيريا مونيتور..
دعا مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الأكراد السوريين إلى تعزيز الحوار فيما بينهم ومع الإدارة السورية الجديدة، مشدداً على أن الفيدرالية قد تكون الحل الأنسب لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وفي مقابلة مع قناة “شمس” من أربيل، صرّح بارزاني بأن “على الأكراد السوريين توحيد صفوفهم أولاً قبل بدء أي حوار مع دمشق”، مشيراً إلى أهمية تفهم الإدارة السورية للخصوصية الكردية في البلاد. وأضاف: “نحن ندعم أي خطوة تضمن حقوق الأكراد، لكن القرار النهائي بشأن تلك الحقوق يجب أن يكون نتيجة تفاهم داخلي بينهم وحوار بناء مع دمشق”.
الفيدرالية كحل أمثل لسوريا متعددة القوميات
أكد بارزاني أن سوريا، بوصفها بلداً متعدد القوميات والأديان والمذاهب، تحتاج إلى نظام فيدرالي يضمن حقوق الجميع. وأضاف: “إذا كانت هناك معوقات أمام تطبيق الفيدرالية، فهذا لا يعني العودة إلى سياسات القمع والاضطهاد. الحلول يجب أن تكون قائمة على التفاهم والشراكة”.
كما أشار إلى إمكانية استفادة الإدارة السورية الجديدة من تجربة العراق، قائلاً: “على دمشق أن تتجنب الأخطاء التي وقعت فيها بغداد، وأن تعمل على بناء نظام يحقق العدالة والمساواة لجميع مكونات الشعب السوري”.
شدد بارزاني على أهمية تحقيق وحدة الصف الكردي، قائلاً: “الأكراد في سوريا غير موحدين، وهذا يضعف موقفهم. نحن نحثهم على توحيد مواقفهم والسعي لنيل حقوقهم دون اللجوء إلى العنف”.
وفيما يتعلق بالتأثيرات الخارجية، دعا بارزاني الأكراد السوريين إلى اتخاذ قراراتهم بمعزل عن أي تدخل خارجي، مؤكداً: “يجب على حزب العمال الكردستاني أن يبتعد عن الشأن الكردي في سوريا، لأن وجوده بات عبئاً ومشكلة تمنح تركيا ذريعة للتدخل”.
لقاء بارزاني مع مظلوم عبدي
خلال المقابلة، كشف بارزاني عن لقائه مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، حيث ناقشا التطورات الأخيرة والمصالح القومية للأكراد. وأوضح بارزاني أنه شجّع عبدي على مواصلة الحوار مع دمشق، والعمل على توحيد الخطاب الكردي بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وأضاف: “نصحته بتجنب أي تصادم مع حزب العمال الكردستاني والتركيز على مصلحة الأكراد السوريين، لأن الوقت قد حان ليقرروا مصيرهم بأنفسهم”.
دور إقليم كردستان العراق في دعم أكراد سوريا
أكد بارزاني استعداد إقليم كردستان العراق لدعم الأكراد السوريين في توحيد موقفهم وحثهم على الحوار مع دمشق، مشيراً إلى أن تجربة الإقليم قد تكون مفيدة، لكن دون محاولة استنساخها، لأن لكل منطقة خصوصيتها.
واختتم بارزاني تصريحاته بتأكيده على تفاؤله بمستقبل الأكراد في سوريا، قائلاً: “سنواصل بذل كل جهد ممكن لضمان حصولهم على حقوقهم وبناء مستقبل مشرق”.
