افتتح نظام الأسد، أمس الإثنين، “متحفاً تذكارياً” للضابط في الحرس الجمهوري التابع لقوات الأسد عصام زهرالدين، الذي قتل بانفجار لغم أرضي في مدينة دير الزور في الـ 18 من تشرين الأول 2017.
ويقع متحف عصام زهرالدين -الذي قتل خلال المعارك بين النظام وتنظيم “الدولة”- بجانب طريق دمشق السويداء عند مدخل محافظة السويداء الشمالي ويحتوي ثلاث قاعات تضم قبر زهرالدين ومعرضاً لمقتنياته وأسلحته التي كان يستخدمها وبزاته العسكرية ومنها التي قتل بها وعدداً من الصور والأوسمة والدروع والثناءات التي نالها خلال مسيرته في قوات الأسد.
وفي كلمة له خلال الافتتاح قال محمود الشوا نائب وزير دفاع النظام إن بناء المتحف يأتي مكرمة من رئيس النظام بشار الأسد “تخليداً وتكريماً” لزهرالدين وليكون رمزاً لجميع قتلى النظام.
وحضر مراسم افتتاح “المتحف التذكاري”، نائب وزير دفاع النظام محمود الشوا، و عضو “القيادة المركزية لحزب البعث” ياسر الشوفي، ووزير “شؤون رئاسة الجمهورية” منصور عزام، و”محافظ السويداء” همام صادق دبيات، وعدد من أعضاء برلمان النظام.
عصام زهر الدين رجل الأسد الذي توعد اللاجئين وتباهى بالظهور مع الجثث المقطعة
ولد عصام جدعان زهر الدين عام 1961 في بلدة الصورة الكبيرة بريف السويداء، وينتمي إلى عائلة معظم أفرادها متطوعون في قوات النظام، فجده لأبيه هو الفريق عبد الكريم زهر الدين، الذي شغل منصب وزير الدفاع، أما شقيقه الأصغر فهو العميد أسامة زهر الدين.
وكان لزهر الدين دور مهم في قيادة العمليات العسكرية ضد فصائل المعارضة السورية في دمشق وريفها وحمص وحلب، قبل توليه قيادة قوات النظام في مدينة ديرالزور بعد مقتل العقيد علي خزام، وأسس هناك ما يُعرف بمجموعة “نافذ أسد الله”.
واشتهر زهرالدين في أوساط السوريين بدوره في عمليات القتل الميداني والتعذيب، وظهر في فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2016 يظهر فيه بجانب جثتين معلقتين وعليهما آثار تعذيب وحشي.
وأطلق زهر الدين، مطلع أيلول 2017، تهديدات موجهة للاجئين السوريين خارج سوريا، قائلاً “من هرب ومن فر من سوريا إلى أي بلد آخر أرجوك ألا تعود، وإذا الدولة سامحتك، نحن عهداً لن ننسى ولن نسامح ونصيحة من هالدقن ما حدا يرجع منكم”.
فأغضب النظام من تصريحاته، إذ كان النظام وما زال يروج إلى فكرة “الباب المفتوح” للجميع، قاصداً كسب ود الدول التي من الممكن أن تدعمه في حال أعاد اللاجئين، وتقدم له المال لإعادة الإعمار، وعاد زهر الدين ليعتذر بعد تصريحاته، ويقول إنه قصد “الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بالدماء”.
وفي أثناء الحملة الروسية- الإيرانية ضد تنظيم “الدولة” في المنطقة الشرقية، وبينما كانت تدور معارك شرسة بين التنظيم، وقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية قتل زهر الدين في منطقة حويجة صكر بمدينة ديرالزور، في 18 تشرين الأول 2017.
وسائل إعلام نظام الأسد، قالت وقتئذ، إنه وقع في حقل للألغام في المنطقة، بينما تحدثت شبكات محلية عن مقتله قنصاً في منطقة هرابش، مرجحين اغتياله من قبل النظام.