بعد الهدنة.. حزب الله نتابع انسحاب إسرائيل ويدنا على الزناد

أعلن “حزب الله” أن قواته ستبقى على أتم الجهوزية القتالية، مؤكداً على أنه سيتابع الانسحاب الإسرائيلي من جنوبي لبنان، وأيدي مقاتليه “على الزناد” تحسباً لأي اعتداء.

جاء ذلك في أول بيان يصدره الحزب بعد مرور نحو 17 ساعة من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بينه وبين إسرائيل، الذي أنهى 14 شهراً من معارك بين الجانبين، خلّفت دماراً واسعاً في لبنان وخاصة بعد التصعيد الإسرائيلي الذي بدأ في 23 من أيلول الفائت.

وقال الحزب في بيانه: “قواتنا ستبقى على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته”. وأضاف: “أَعيُن مقاتلينا ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد دفاعا عن سيادة لبنان”، وفق ملا نقلت وكالة الأناضول.

وزعم “حزب الله” أن قواته “تمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذي لم يستطع النيل من عزيمته (…) وكانت الكلمة للميدان، الذي استطاع برجاله من إسقاط أهدافه وهزيمة جيشه”.

وأضاف البيان أن عدد عمليات “حزب الله” العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الاشتباك معه “إسناداً لقطاع غزة” في 8 تشرين الأول 2023 بلغ “أكثر من 4637 عملية (مُعلن عنها) خلال 417 يوماً بمعدل 11 عملية يومياً”.

وأوضح أنه “من ضمن هذه العمليات 1666 عملية عسكرية متنوعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي (الواسع) على لبنان، وانطلاق عمليات أولي البأس، في 17 أيلول الماضي، بمعدل 23 عملية يومياً”.

وقال إن هذه العمليات استهدفت “مواقع وثكنات وقواعد جيش العدو الإسرائيلي، والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدءاً من الحدود اللبنانية وحتى ما بعد مدينة تل أبيب، كما تضمنت التصدي للتوغلات البرية لقوات العدو داخل الأراضي اللبنانية”.

وأضاف أنه “استهدف من خلالها عشرات القواعد العسكرية والأمنية الاستراتيجية والحساسة، والتي جرى استهدافها للمرة الأولى في تاريخ الكيان، باستعمال الصواريخ النوعيّة البالستية والدقيقة، والمُسيرات الانقضاضية النوعية، التي وصلت حتى ما بعد تل أبيب، بعمق 150 كلم داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلّة”.

وبحسب بيان “حزب الله”، فإن “القوات الإسرائيلية لم تفلح طوال العملية البرية في احتلال والتثبيت في أي بلدة من بلدات النسق الأول من الجبهة”.

وقال إنها “لم تفلح في إقامة منطقة عسكرية وأمنية عازلة كما كان يأمل العدو، ولم تتمكن كذلك من إحباط إطلاق الصواريخ والمسيرات على الداخل المحتل”.

واعتبر أن “المرحلة الثانية من العملية البرية لم تكن إلا إعلاناً سياسياً وإعلامياً؛ إذ لم يتمكن العدو من التقدم إلى بلدات النسق الثاني من الجبهة، وتلقى خسائر كبيرة في بلدة الخيام التي انسحب منها 3 مرات، وبلدات عيناثا، وطلوسة، وبنت جبيل والقوزح” في الجنوب اللبناني.

وأضاف: “كانت محاولة التقدم الوحيدة إلى بلدتي البياضة وشمع في القطاع الغربي، للتين أصبحتا مقبرة لدبابات وجنود نخبة جيش العدو، الذين انسحبوا منهما تحت ضربات” الحزب.

وتعهد الحزب في بيانه، بالاستمرار “في الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، التي ستبقى عنوانا وطريقاً للأجيال الحالمة بالحرية والتحرير”، من دون تقديم توضيحات في هذا الخصوص.

وفجر أمس الأربعاء، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، برعاية أميركية فرنسية، منهياً بذلك 14 شهراً من معارك هي الأعنف بين الجانبين منذ حرب تموز 2006.

ومن أبرز بنود الاتفاق، وفق الأناضول، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوماً، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وستكون القوات اللبنانية الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوبي لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما “لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس”.

وحتى الساعة، لا تتوفر تفاصيل رسمية بشأن آليات تنفيذ بنود الاتفاق، الذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان الوفاء بها.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن مقتل 3 آلاف و823 شخصاً، وإصابة 15 ألفاً و859 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن مليون و400 ألف نازح، جرى تسجيل معظمهم بعد 23 أيلول الفائت.

ومن الجانب الإسرائيلي، قُتل 124 إسرائيلياً بينهم 79 جندياً، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة للتدمير في شمال إسرائيل بفعل استهداف “حزب الله” منذ أيلول، وفق القناة “12” وصحيفة “يديعوت أحرونوت”.

Read Previous

“شرطة مكافحة الإرهاب” في لندن تعتقل 6 أشخاص على صلة بحزب العمال الكردستاني

Read Next

المعارضة السورية تطلق عملية “ردع العدوان” شمالي البلاد

Most Popular