أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جدلًا واسعًا بإعلانه دعوة صريحة لضم كندا إلى أراضي الولايات المتحدة. وفي منشور على منصته “تروث سوشيال”، صرّح ترامب:
“إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستتمتع كندا بحماية كاملة من التهديدات الروسية والصينية التي تواجهها باستمرار”.
وأرفق ترامب منشوره بصورة لولايات متحدة موسعة تضم كندا بأكملها. تأتي تصريحاته بعد أيام قليلة من وصفه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بـ”حاكم كندا”، معربًا عن أمنيته أن تصبح البلاد “الولاية الأمريكية 51”.
وأضاف ترامب أنه لا ينوي استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف، بل القوة الاقتصادية، مؤكدًا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح الأمنية والاقتصادية للبلدين.
ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن ضم أراضٍ لدواعٍ اقتصادية أو أمنية. فقد تعهد سابقًا بالسيطرة على قناة بنما وامتلاك غرينلاند لأغراض الأمن القومي والحفاظ على “الحرية العالمية”.
في تطور سياسي مفاجئ، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته من منصبه الذي شغله لعقد كامل. وأكد أنه سيستمر في تسيير الأعمال إلى حين اختيار خليفة له، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع شعبية حزبه في استطلاعات الرأي الأخيرة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تباين في آراء الكنديين حول الفكرة. فقد أظهر استطلاع أجرته معهد “ليدجر” أن 13% من الكنديين يدعمون انضمام بلادهم إلى الولايات المتحدة.
وفي استطلاع آخر أجرته شركة “Research Co”، عبّر 26% من سكان المقاطعات الكندية عن اعتقادهم بأن الانضمام إلى الولايات المتحدة قد يكون لصالح مقاطعاتهم. النسبة كانت الأعلى في ألبرتا (30%)، تليها ساسكاتشوان ومانيتوبا (29%).
ماريو كانسيكو، رئيس شركة الأبحاث، أوضح أن الفكرة أكثر جاذبية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا (40%) مقارنة بمن هم أكبر سنًا.
التحديات الاقتصادية والخلافات الحدودية
توعد ترامب كندا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية المصدرة إلى الولايات المتحدة كوسيلة للضغط على أوتاوا لاتخاذ تدابير أكثر صرامة لمكافحة تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية عبر الحدود.
ورغم ذلك، أكدت إدارة ترودو العام الماضي أنها ستنفق 900 مليون دولار أمريكي على مدار ست سنوات لتعزيز الأمن الحدودي، من خلال زيادة عدد ضباط الأمن وشراء طائرات بدون طيار ومروحيات وأبراج مراقبة.
الصورة العامة
تظل فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة موضوعًا مثيرًا للجدل، يثير استقطابًا واسعًا بين السياسيين والشعوب على جانبي الحدود. في حين يرى البعض أن التعاون الاقتصادي والأمني يمكن أن يعزز الاستقرار، يعتبر آخرون أن هذه التصريحات لا تتعدى كونها مناورات سياسية وإعلامية.