تقارب سوري سعودي: خطوات مستمرة لتحسين العلاقات بين البلدين

شهدت الأيام القليلة الفائتة خطوات إيجابية من قبل كل من سوريا والسعودية، أنذرت بوجود بوادر تقارب سوري- سعودي لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى سوريا، وذلك وسط التبدلات التي تطرأ على التحالفات في الشرق الأوسط.

أدت السياسة الأمريكية تجاه المملكة في عهد الرئيس بايدن  دوراً في حدوث تحولات في السياسة الخارجية السعودية، إذ كان بايدن وخلال حملته الانتخابية، قد تحدث عن عدم إمكانية اللقاء مع محمد بن سلمان، بل ذهب إلى أكثر من ذل، مهدداً بمحاسبته على خلفية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. لذا وجد بن سلمان نفسه في الصف الأقرب ‏إلى حلفاء سوريا، أي روسيا والصين، وهما الدولتان الداعمتان لسوريا في مجلس الأمن وبقوة.

وعلى صعيد احتمال تأثير هذا التقارب على العلاقات السورية- الإيرانية، فإن هذا التقارب إن حصل سينعكس إيجاباً على العلاقات السعودية- الإيرانية، وسيسهم في حلحلة العديد من الملفات العالقة في المنطقة، ومنها حل مشكلة الفراغ الرئاسي في لبنان، التي من المرجح أن تكون أولى ثمرات هذا التقارب، والعودة إلى معادلة “السين – سين” الشهيرة، التي كرست التوافق السوري السعودي شرطاً للاستقرار السياسي اللبناني، ومن المرجح أن يكون هناك اتفاق لبناني في الأيام المقبلة على اختيار رئيس جديد للبلاد، ولعل سليمان فرنجية أوفرهم حظاً؛ فبالنسبة إلى سوريا، فسياستها الخارجية تتلخص بالانفتاح على بعدها العربي ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينها وبين باقي الدول العربية، شرط احترام تلك الدول وحدتها وسلامة أراضيها.

لفتت وكالة “سبوتنيك” الروسية في تقرير لها، إلى أن موسكو أيضاً ترغب في حدوث هذا التقارب، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “تطبيع العلاقات سيأخذ بعض الوقت لكنه حتمي وستعود الأمور إلى طبيعتها قبل اندلاع الأزمة”.

تؤكد التقديرات أن السعودية ترغب خلال هذه الفترة ووسط التوتر القائم بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، أن تبرز نفسها على أنها دولة مستقلة في قراراتها وفي تحالفاتها الخارجية، إلى جانب توصلها لقناعة تفيد بضرورة تعدد حلفاءها وتوسيع دائرة علاقاتها، وعدم الانحياز إلى معسكر محدد في التنافس القائم بين القوى العظمى في العالم.

اترك رد