وثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إرسال تركيا ما يزيد على ألفي مقاتل سوري للمشاركة في القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان بإقليم كاراباخ المتنازع عليه بين البلدين، خلال أيلول الماضي، بينهم مدنيون لم يسبق لهم الانخراط في عمليات عسكرية سابقًا.
وبيّن تقرير أصدرته المنظمة، الاثنين 2 من تشرين الثاني، أن المقاتلين نُقلوا على دفعات، عبر الأراضي التركية، بدءًا من النصف الثاني من أيلول الماضي، للقتال كمرتزقة إلى جانب الحكومة الأذربيجانية.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء المقاتلين ينقسمون بين من سبق لهم المشاركة في القتال عبر صفوف “الجيش الوطني السوري”، وآخرين مدنيين توجهوا للقتال بسبب أوضاعهم الاقتصادية السيئة، بعد أن حصلوا على رواتب مغرية تتراوح بين 1400 وثلاثة آلاف دولار أمريكي.
وجرت معظم عمليات التجنيد في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي شمالي سوريا، وبشكل أساسي في منطقة عفرين، وقادت تلك العمليات فصائل في “الجيش الوطني”، منها “لواء سليمان شاه”، و”فرقة السلطان مراد”، و”فيلق الشام”، و”فيلق المجد”.
وجرى تجميع المقاتلين السوريين عبر معبر “حوار كلس” الحدودي مع تركيا، ثم نقلهم إلى المطارات التركية، وإرسالهم من هناك إلى أذربيجان، وكانت أول رحلة وثقتها المنظمة في 22 من أيلول الماضي، أي قبل خمسة أيام من انطلاق العمليات العسكرية العنيفة في الإقليم.
وسبق ذلك نقل تركيا نحو 150 جهاديًا قوقازيًا من سوريا، خلال تموز الماضي، كانوا قد شاركوا في المعارك السورية ضمن فصيل “أجناد القوقاز” للقتال في أذربيجان، وفقًا للتقرير.
واستندت المنظمة في تقريرها إلى شهادة 19 مصدرًا بينهم مقاتلون نُقلوا بالفعل إلى أذربيجان، ومقاتلون ومدنيون سجلوا أسماءهم للذهاب ولم يحن موعد سفرهم بعد، وعائلات تسلّمت جثث أبنائها الذين قُتلوا في أذربيجان بسبب النزاع الحالي، إلى جانب قادة من الصف الأول في “الجيش الوطني”، وسماسرة مسؤولين عن تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب للقتال في الخارج.
كما عملت المنظمة على تتبع سير رحلات الطائرات العسكرية التركية التي يُعتقد بأنها نقلت المقاتلين من تركيا إلى أذربيجان، بعد مطابقتها مع المعلومات الواردة في شهادات الضباط والمقاتلين الذين تم نقلهم للمشاركة في النزاع الدائر، إلى جانب التحقق من مقاطع فيديو وصور منسوبة للقتال في إقليم كاراباخ نُشرت عبر الإنترنت.
أردوغان وعلييف ينفيان
وأخذ الحديث عن إرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى أذربيجان بعدًا دوليًا بعد تداول وسائل إعلام أنباء تفيد بإرسال أربعة آلاف مقاتل سوري إلى أذربيجان للقتال ضد أرمينيا.
ونفى الرئيس التركي، رجب طيب أدروغان، خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية”، في 14 من تشرين الأول الماضي، إرسال مقاتلين سوريين إلى أذربيجان.
وقال أردوغان، حينها، “يقولون إننا أرسلنا سوريين إلى أذربيجان، السوريون لديهم ما يقومون به في بلادهم، لا يذهبون إلى هناك (أي أذربيجان)”.
كما نفى الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، بحسب موقع “هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC) نقل مقاتلين من سوريا إلى أذربيجان.
اتصالات روسية- تركية
ويأتي ذلك بينما تحدثت موسكو عن مناقشات مستمرة مع أنقرة بشأن مسألة مشاركة مقاتلين سوريين في المعارك الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا بإقليم كاراباخ.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط والدول الإفريقية، ميخائيل بوغدانوف، في 19 من تشرين الأول الماضي، إن روسيا تثير باستمرار خلال اتصالاتها مع تركيا مسألة مشاركة “مرتزقة” من سوريا وليبيا في المعارك التي تدور بمنطقة كاراباخ.
كما قال ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي الخاص بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، إن موسكو لديها معلومات استخباراتية تؤكد وجود مقاتلين أجانب يقاتلون إلى جانب القوات الأذربيجانية في الحرب الدائرة ضد أرمينيا، منذ 26 من أيلول الماضي.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي نعوا سوريين، في 2 من تشرين الأول الماضي، كانوا شاركوا في المعارك الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا.
واندلعت اشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، في 26 من أيلول الماضي، على خلفية النزاع حول إقليم كاراباخ بينهما.