سيريا مونيتور..
الأمم المتحدة تعلن خططاً لإعادة إعمار سوريا بالتعاون مع الإدارة الجديدة في دمشق، مع التركيز على الانتقال السياسي
أعلن آدم عبد المولى، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، عن إطلاق خطط شاملة لدعم إعادة إعمار سوريا، بالتنسيق مع الإدارة الجديدة في دمشق، شريطة تحقيق تقدم في مسار الانتقال السياسي. وأعرب عبد المولى عن تفاؤله بتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي في البلاد إذا نجحت الجهود السياسية الرامية إلى بناء توافق شامل بين مختلف الأطياف السورية.
وأشار عبد المولى إلى وجود مبادرات دولية متعددة، بما في ذلك اقتراح دول مجلس التعاون الخليجي عقد مؤتمر دولي للمانحين خلال فصل الربيع المقبل. ويهدف المؤتمر إلى جمع الموارد المالية اللازمة لدعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا. وأوضح أن الأمم المتحدة تتشاور حالياً مع الحكومة السورية الجديدة لوضع الخطط التفصيلية وتقدير التكاليف اللازمة لعرضها خلال المؤتمر.
التركيز على التنمية والبنية التحتية
وأوضح عبد المولى أن الأمم المتحدة قامت بإعداد برنامج شامل للتنمية يشمل تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل الكهرباء، الصحة، الزراعة، والري. ويهدف البرنامج إلى تعزيز الاقتصاد المحلي، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً. وأكد أن “استراتيجية التعافي المبكر”، التي تم إطلاقها في نوفمبر الماضي، لا تزال قائمة رغم تأخر تسجيل الصندوق المالي المخصص لها في نيويورك.
مناقشات حول العقوبات
وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، دعا عبد المولى إلى تخفيف القيود المفروضة، مشيراً إلى أن العقوبات أثرت سلباً على الشعب السوري. وأكد أن اجتماع الرياض الأخير أظهر بوادر دعم دولي لرفع العقوبات جزئياً أو كلياً لدفع عجلة إعادة الإعمار. كما أشار إلى الخطوة الأمريكية الأخيرة بتعليق بعض العقوبات لمدة ستة أشهر، مع توقعات بمناقشة الاتحاد الأوروبي لإجراءات مشابهة في القريب العاجل.
عبد المولى أشار إلى أن رفع العقوبات بشكل كامل، خاصة تلك المفروضة بموجب قوانين مثل “قانون قيصر”، يتطلب إجراءات تشريعية معقدة. ومع ذلك، شدد على ضرورة العمل على تقليل تأثير هذه العقوبات وتطوير تشريعات تدعم جهود إعادة الإعمار، مؤكداً أهمية الوصول إلى الموارد المالية والقروض الدولية لتعزيز الاقتصاد السوري.
وأوضح عبد المولى أن الأمم المتحدة استأنفت نشاطها التنموي في سوريا بعد سقوط النظام السابق، مؤكداً أن المنظمة تعمل على تقديم المساعدات لكافة المناطق الجغرافية دون تمييز سياسي. كما شدد على أهمية بناء بيئة آمنة ومستقرة، تسمح للسوريين باستعادة حياتهم الطبيعية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وختم عبد المولى بتأكيد التزام الأمم المتحدة بخدمة الشعب السوري، بعيداً عن أي أجندات سياسية، مشيراً إلى أن التعاون الدولي المستمر يمثل المفتاح لإعادة إعمار سوريا وضمان مستقبل مستدام لجميع مواطنيها.