قال الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الامريكية جو بايدن بعيد إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية أمس السبت إن هناك الكثير من العمل الشاق في انتظاره وعليه البدء به، لكن يبدو أن الملف السوري بعيد عن قائمة أعمال الرئيس الجديد، تماماً كأحاديثه النادرة في خطابات سابقة له خلال حملته عن مستقبل السياسة الأمريكية تجاه سوريا إن أضحى في سدة الحكم.
إذ سبق أن أبلغ أحد مستشاري بايدن أفراد الجالية السورية في أميركا أن إدارته ستطالب بضرورة الإفراج عن السجناء وتبقي على العقوبات المفروضة على النظام، وامتناع إدارته عن الانخراط في ما يسمى بـ”إعادة إعمار سوريا حتى يتوقف أسد عن ارتكاب فظائعه ويرضخ لمبدأ تقاسم السلطة”، و”لا” مانع من الاحتفاظ بوجود عسكري صغير لقوات بلاده شمال شرق سوريا.
لكن مساعي بايدن الراهنة تجاه الملف السوري بدت أكثر تسامحاً وبروداً مع نظام أسد، خلافاً لتصريحات سابقة له، والتي جاء أبرزها في مقابلة متلفزة أجراها مع قناة “CBS” الأمريكية انتقد فيها بايدن وبشدة إدارة أوباما في التعامل مع الملف السوري، داعياً إلى اتخاذ إجراءات “أكثر عدوانية ضد الديكتاتور بشار أسد”.
لكن بايدن تخلى في خطاباته عن لغة التدخل والعقاب مكتفياً بوعود حول زيادة المشاركة العسكرية الأميركية في سوريا ومضاعفة الضغط على رأس النظام بشار أسد، إلا أن صحيفة “الواشنطن بوست”علقت على وعود بايدن بالقول إنها الوعود نفسها الذي لم يفِ بها الرئيس الأسبق باراك أوباما، والتي كان يسمعها السوريون من الولايات المتحدة منذ ١٠ سنوات.
ما عزز من صحة رؤية “الواشنطن بوست” وفاقم من مخاوف تكرار السياسة تجاه سوريا، هو استعانة الرئيس الجديد بستيفن سايمون المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في سوريا، حيث سبق للإدارة أن أعلنت عن “خط أحمر” لم يطبق، واعتبرت موسكو ضامناً لإزالة الأسلحة الكيماوية من نظام أسد الذي لا يزال يستخدمها، ووعدت بتسليح المعارضة السورية.
وفي المنحى ذاته، خلص تقرير نشرته صحيفة “ناشيونال إنترست” الأمريكية اعتبرت فيه أن بايدن ليس لديه أي نية للتدخل واستخدام القوة للإطاحة ببشار أسد، وجل المعطيات المتوفرة تشير إلى اهتمام بايدن في سوريا “هامشي” يقتصر على وجود عسكري صغير شمال شرق البلاد.
وفي لغة السياسيين، نشر السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد في 28 من تشرين الأول الماضي مقالاً “مخيباً للآمال” يرى فيه أنه لا يوجد “خلاف جوهري” حول سياسة ترامب وبايدن تجاه الملف السوري.