محاضِرة إسرائيلية تقارن صمت الإسرائيليين على حرب غزة بصمت الألمان في زمن النازية

سيريا مونيتور -غزة

في مقال لافت نشرته صحيفة هآرتس العبرية، وجهت المحاضِرة والناشطة الاجتماعية الإسرائيلية أوريت كمير انتقادات حادة للمجتمع الإسرائيلي، معتبرة أن صمته إزاء ما يجري في قطاع غزة يوازي صمت الألمان خلال الجرائم التي ارتُكبت بحق اليهود في أوروبا إبان الحقبة النازية.

وأكدت كمير أن “الإسرائيليين يشاركون في الجريمة من خلال لا مبالاتهم وصمتهم”، مضيفة: “مثلما وقف كثير من الألمان مكتوفي الأيدي، يفعل الإسرائيليون اليوم الشيء نفسه، في وقت تدمر فيه دولتهم حياة ملايين الفلسطينيين، وتترك المخطوفين الإسرائيليين يعانون”.

وانتقدت الكاتبة اللامبالاة السائدة في المجتمع الإسرائيلي، رغم أن “مأساة غزة وأسر المختطفين تجري أمام أعين الجميع في زمن المعلومات المفتوحة”، مضيفة: “لا أحد يُخفى قسراً في إسرائيل بسبب آرائه، ومع ذلك لا يُرى أثر للتحرك الجماعي أو حتى توقيع عريضة”.

وأشارت إلى أن استمرار الحياة اليومية كالمعتاد في إسرائيل، من حفلات وأعراس وضغوط العمل، يقابله جوع قاتل ينهش أجساد أطفال غزة، موضحة: “كل هذه التبريرات تعطي الغطاء الأخلاقي للشر لكي ينتصر”.

وفي مقارنة لاذعة، قالت كمير إن “العقاب الجماعي للفلسطينيين هو نهج نازي الطابع”، وتساءلت: “كيف يمكن مشاهدة صور الأطفال الأيتام والآباء الذين يحملون جثث أبنائهم المتفحمة، ثم المضي في تناول وجبة الطعام التالية؟”.

وأكدت أنه رغم أولوية إنقاذ المختطفين، إلا أن حياة مليوني إنسان في غزة لا تقل قيمة عن ذلك، داعية إلى الاعتراف بإنسانية الجميع، ورفض منطق التمييز في التعاطف.

واختتمت مقالها بدعوة صريحة لكل الإسرائيليين كي يضعوا أنفسهم مكان سكان غزة، ويشعروا بمعاناتهم، ثم يصرخوا: “كفى للحرب!”، مكررة التحذير بأن “الشر لا ينتصر إلا عندما نلتزم الصمت”.

Read Previous

الأمم المتحدة تدين التصعيد في ريف دمشق وتطالب بحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين

Read Next

قطر تدين الغارة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي في دمشق وتؤكد دعمها لسيادة سوريا

Most Popular