وثق الدفاع المدني السوري مقتل 63 طفلاً من جراء هجمات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا منذ شهر حزيران الفائت حتى أمس الأربعاء 17 تشرين الثاني 2021.
وقال الدفاع المدني في بيان اليوم الخميس إن قوات النظام وروسيا اتبعت خلال حملتها العسكرية الأخيرة سياستها المعتادة، باستهداف منازل المدنيين والمنشآت الحيوية، بهدف قتل أكبر عدد من المدنيين وتهجير السكان من منازلهم وإفراغ المنطقة.
وأضافت أنه منذ بداية شهر حزيران الماضي، كثّفت قوات النظام وروسيا من حملتها العسكرية على شمال غربي سوريا، وكان الأطفال الضحية الأكبر لتلك الهجمات.
وأشارت إلى أن عدد الضحايا تضاعف بشكل كبير مع بدء النظام وروسيا باستخدام قذائف الكراسنبول الموجهة ليزرياً، وبحسب توثيقات فرق الدفاع المدني السوري فإن أكثر من 90 في المئة من الضحايا خلال الفترات الأخيرة سقطوا إثر استخدام هذا السلاح، ومعظمهم من عائلات واحدة.
المدارس هدف دائم لقصف نظام الأسد وروسيا
ويدفع الأطفال ثمن ذلك فاتورة باهظة من مستقبلهم، بسبب الهجمات الممنهجة لنظام الأسد وحليفه الروسي والتي جعلت من المدارس والمنشآت التعليمية هدفاً لها.
وتسببت العمليات العسكرية والقصف الممنهج الذي تقوم به روسيا وقوات النظام، بتضرر آلاف المدارس منذ عام 2011، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان شمال غربي سوريا يتعرض لحملات عسكرية متواصلة منذ 2019 حتى اليوم، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي دخل حيز التنفيذ في آذار 2020 لكن الاتفاق لم يوقف الهجمات بشكل نهائي وإنما تراجعت حدتها نسبياً.
وأوضح الدفاع المدني السوري أنه استجاب لأكثر من 135 هجوماً شنته قوات النظام وحليفها الروسي على مدارس ومنشآت تعليمية في شمال غربي سوريا، وكانت الهجمات موزعة على 89 هجوماً في عام 2019، و40 هجوماً في 2020، وأكثر من 5 هجمات منذ بداية العام الحالي.
الآثار النفسية للحرب على أطفال سوريا
وبحسب البيان فإن “عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي تضاعفت بعد اندلاع الحرب في سوريا، فالتعرض المستمر للعنف والخوف الشديد والصدمات له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال، مع ما تخلفه من آثار قصيرة وطويلة الأمد، وأغلب الأطفال الموجودين حالياً في شمال غربي سوريا يعيشون آثاراً نفسية متفاوتة نتيجة التعرض لحوادث القصف أو بسبب عدم الاستقرار وغياب المحيط الاجتماعي الملائم ولاسيما في المخيمات، ما ينذر بكارثة نفسية تهدد هذا الجيل وهي قتل ولكن من نوع آخر ولا تقل خطورته عن القتل بالقصف”.
وشدد الدفاع المدني على أن قتل الأطفال وتدمير مستقبلهم لا يمكن أن يبقى أمراً عادياً لا يلتفت إليه المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، مضيفاً أن “إفلات نظام الأسد من العقاب هو ما جعله يمعن أكثر في الاستمرار بجرائمه وتطوير أسلحته واستخدام أسلحة دقيقة بما لا يترك مجالاً للشك بأن هجماته متعمدة والهدف منها هو قتل المدنيين وخاصة الأطفال وترهيبهم”.
وناشد البيان المجتمع الدولي لوضع حد للهجمات القاتلة على الأطفال وحمايتهم ومحاسبة من ارتكب الجرائم بحقهم، وبذل كل الجهد لدعم الأطفال لاستعادة مستقبلهم لأنهم الضامن الوحيد لمستقبل سوريا.