تصدر اسم الصحفي الأميركي أوستن تايس مجددا اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية، بعد الأنباء التي نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن زيارة سرية لمسؤول في البيت الأبيض، للعاصمة السورية دمشق، من أجل بحث قضية الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى النظام.
وبحسب تقارير غربية وأمريكية، فيعتبر أوستن أحد أهم الرهائن الذين أجبروا “ترامب” على التفاوض مع بشار ، إلى جانب “كم الماز” معالج نفسي اختفى في سوريا عام 2017.
من هو أوستن تايس؟
وأوستن ( 39 عاما)، صحافي أمريكي مستقل كان يتعاون مع العديد من الصحف ووكالات الأنباء مثل صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “سي إن إن” ومجموعة “ماكلاتشي نيوز”، ووكالة “فرانس برس”، واختفى أثناء توجهه من ريف دمشق إلى لبنان في آب 2012.
وقبل اختفائه، كان أوستن يغطي أحداث الثورة الشعبية ضد نظام بشار أسد، حيث تحدث في آخر تغريده له على حسابه في تويتر عن مشاركة مقاتلين من الجيش الحر له في احتفاله بعيد ميلاده.
وسبقها تغريدات تحدث فيها عن المعارك في بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق وصفها بالأعنف بعد معارك الرستن التي قال إنها كانت حرباً مفتوحة.
ورغم أن نظام أسد لم يعترف باعتقال أوستن، إلا أن السلطات الأمريكية قدمت دلائل عديدة على وجوده بمعتقلات نظام أسد.
وزاد آخر ظهور لأوستن الطالب في جامعة “جورج تاون” والجندي السابق في البحرية الأميركية، من شكوك الأمريكيين بأن نظام أسد هو من اختطفه.
وظهر أوستن بعد اختطافة بأسبوعين، في فيديو مكبلاً ومعصوب العينين بين رجال ملثمين ويرتدون الزي الأفغاني ويرددون عبارة “الله أكبر”. وقال مسؤول أميركي في تعليقه على الفيديو حينها: “يبدو كأن أحدهم شاهد الكثير من الأفلام المصنوعة في أفغانستان ثم قام بمحاولة تقليدها، لكنه فعل ذلك بطريقة سيئة للغاية.
ويعتقد على نطاق واسع، أن الفيديو السابق أنتج فقط للقول إن جماعات إسلامية تختطف المواطنين الأجانب في سوريا، لكن الحقيقة تؤكد وجود مفاوضات ورسائل ومناشدات دائمة من قبل الإدارة الأميركية ونظام أسد وحليفته روسيا، طوال السنوات الثماني الماضية، لإطلاق سراحه، حيث تشير معلومات استخباراتية إلى أنه معتقل وحي في سجون أسد.
وفي عام 2015، تأكد بشكل كبير أن أوستن يقبع في سجون أسد، حين نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، أن مبعوثاً حكومياً أمريكياً تمكن من رؤية تايس عبر وساطة دبلوماسي تشيكي حيث تحتفظ التشيك بسفارة لها عند نظام أسد، تمثل المصالح الأميركية في دمشق.
وذكرت تقارير ذات صلة، أن تايس كان موجوداً في سجن الطاحونة وهو سجن خاص بالحرس الجمهوري تحت الأرض، قرب أحد القصور الرئاسية ويطل على مطار المزة العسكري.
وقدم بعض الموظفين العسكريين في السجن وفي بعض المشافي العسكرية معلومات للسلطات الأميركية تتعلق بالصحافي المفقود مفادها أنه تم نقل أوستن إلى المستشفى مرتين واحدة منها إلى مستشفى تشرين العسكري العام 2016، حسبما نقل موقع المدن.
وساطة لبنانية
وقبل أسبوع عادت قضية الرهائن الأمريكية لدى نظام أسد إلى السطح، بعد زيارة رسمية أجراها مدير الأمن اللبناني عباس إبراهيم إلى واشنطن بناء على دعوة من مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض روبرت أوبراين.
ورغم أنه لم يتم الإفصاح عن هدف الزيارة ومضمونها إلا أن المدير التنفيذي لـ”معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” روبرت ساتلوف نقل عن تقارير أن إبراهيم في واشنطن لبحث مصير المحتجزين الأمريكيين لدى نظام أسد ومحاولة إطلاق سراحهم قبل الانتخابات الأمريكية.
واحتلت قضية الرهائن الأمريكيين لدى نظام أسد اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مدى السنوات الماضية في ظل نفي متكرر ورفض نظام أسد الدخول في أي مفاوضات، وفي مقدمتهم “أوستن”.
“حظوة لدى ترامب”
وكان ترامب طلب من بشار أسد في آذار الماضي الإفراج عن أوستن، وقال إن “أمريكا تعمل بجد مع سوريا لإخراج تايس، ونأمل أن تفعل الحكومة السورية ذلك، مضيفًا “أرجو العمل معنا، ونحن نقدر لك (نظام أسد) السماح له بالخروج”.
في حين أوضح مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في كتابه الأخير بأن الرئيس الأمريكي أراد التفاوض مع رأس النظام بشار أسد بشأن الرهائن الأمريكيين.
إلا أن أسد رفض الحديث في الأمر ما أدى إلى غضب ترامب ودفعه للقول “أخبرهم أنهم سيتضررون بشدة إذا لم يعيدوا رهائننا.
وبحسب صحيفة الوطن المقربة من نظام أسد فإن الزيارة التي كشفت عنها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية حدثت بالفعل، إلا أنها زعمت بأن نظام أسد اشترط للتعاون مع واشنطن انسحاب القوات الأميركية من شرق سوريا وظهور بوادر حقيقية لهذا الانسحاب على الأرض.
وكانت الصحيفة الأمريكية كشفت أمس الإثنين أن رئيس قسم مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض كاش باتل زار العاصمة السورية دمشق بشكل سري في وقت سابق من العام الحالي لمناقشة قضية الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى نظام أسد.