سيريا مونيتور -دمشق
كشف موقع “ذا هيل” الأميركي، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن نقاشات معمّقة جرت داخل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن الوجود العسكري الروسي في سوريا، ومدى القبول ببقائه ضمن التسوية الأميركية مع الحكومة السورية الجديدة.
ووفقاً للمصادر، طالبت بعض الجهات داخل وزارة الخارجية والبيت الأبيض بإزالة القاعدة الروسية من الأراضي السورية، معتبرة أن الوجود العسكري الروسي يُشكّل عائقاً أمام استقرار طويل الأمد في سوريا. إلا أن مسودة الشروط التي قُدّمت الشهر الماضي إلى وفد الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، لم تتضمّن أي بند يتعلق بالقوات الروسية، ما أثار تساؤلات حول مدى جدية الطرح داخل الإدارة الأميركية.
وأشارت وكالة “رويترز”، نقلاً عن ستة مصادر مطلعة، إلى أن واشنطن سلّمت قائمة مطالب إلى دمشق عبر مساعدة وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام وسوريا، ناتاشا فرانشيسكي، خلال اجتماعها مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في 18 آذار، على هامش مؤتمر المانحين في بروكسل.
وتشمل الشروط الأميركية:
-
تدمير ما تبقّى من مخازن الأسلحة الكيميائية.
-
التعاون في مكافحة الإرهاب.
-
منع المقاتلين الأجانب من تولّي مناصب قيادية.
-
تعيين ضابط ارتباط أميركي للمساعدة في كشف مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس.
وفي حال تنفيذ هذه المطالب، ستُخفّف واشنطن بعض العقوبات، من بينها:
-
تمديد إعفاءات قائمة لمدة عامين للتعاملات مع المؤسسات الحكومية السورية.
-
النظر في إصدار إعفاءات إضافية.
-
إصدار بيان أميركي يؤكد دعم وحدة الأراضي السورية.
تباينات داخل الإدارة الأميركية
في المقابل، تشهد الإدارة الأميركية انقساماً واضحاً بشأن سياسة التعامل مع الحكومة السورية الجديدة. فبينما يدعو بعض مسؤولي البيت الأبيض إلى تبنّي موقف أكثر تشدداً وفرض عزلة سياسية بسبب الروابط السابقة للحكومة بجهات متطرفة، تميل وزارة الخارجية إلى نهج “التفاعل المدروس” لتحقيق الاستقرار، بعد سنوات طويلة من الصراع الدموي.
وأدت هذه الخلافات إلى توتر بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، تجلّى في الجدل الذي دار حول بيان وزير الخارجية ماركو روبيو بشأن العنف في الساحل السوري. ففي حين سعى البيت الأبيض إلى صياغة بيان صارم ضد الحكومة السورية، فضّلت الخارجية إصدار بيان أكثر توازناً، يدين الجماعات المتطرفة بشكل مباشر دون تحميل الحكومة الجديدة كامل المسؤولية.
إسرائيل تضغط… وواشنطن تراقب
وفي خلفية هذا المشهد، تمارس إسرائيل ضغوطاً متزايدة على واشنطن لمنع أي انفتاح أميركي على الحكومة السورية، والدفع باتجاه إبقاء البلاد ضعيفة ومقسّمة. ورغم أن الإدارة الأميركية لم تتبنَّ بعد هذه المقاربة بالكامل، فإن بعض المسؤولين يتأثرون تدريجياً بالمخاوف الإسرائيلية.
من جهتها، أكدت السيناتورة الديمقراطية جين شاهين أهمية اعتماد سياسة تدريجية لتخفيف العقوبات، مشددة على أن النهج المتوازن أكثر فاعلية لتحقيق تغييرات إيجابية في سوريا.
وفي تعليق للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، شدد على أن “الولايات المتحدة تراقب عن كثب سلوك السلطات السورية لتحديد المسار السياسي المقبل”، مؤكداً أن هدف واشنطن هو أن “تعيش سوريا بسلام مع جيرانها وتحترم حقوق الإنسان، وتمنع أن تصبح ملاذاً للجماعات الإرهابية”.