نقلت وسائل إعلام أميركية مقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه يتطلع لتعيين عضو مجلس النواب الجمهوري مايك والتز مستشارا له للأمن القومي، ومارك روبيو وزيرا للخارجية، وهما معروفان بسياستهما المتشددة في عدة ملفات دولية من بينها الملف السوري، فما هي أبرز مواقف روبيو وولتز في الشأن السوري؟
لـ وولتز وروبيو مواقف متشابهة في السياسة الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالملف السوري، باعتبارهما من صقور الحزب الجمهوري ولهما خبرة سياسية في التعامل مع الملفات الشائكة.
في ديسمبر 2018، انتقد روبيو قرار الرئيس دونالد ترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا، واصفا إياه بـ”الخطأ الفادح” الذي يتجاوز تداعياته المعركة ضد تنظيم الدولة “داعش”.
ودعم روبيو الضربات الجوية ضد الميليشيات الإيرانية، ففي شباط 2021، رحّب روبيو بالغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، والمسؤولة عن تنفيذ هجمات على المصالح الأميركية. واعتبر أن هذه الضربات كانت “هادفة ومتناسبة وضرورية”.
وفي تشرين الأول 2021، اتهم روبيو إيران بتنفيذ هجوم مباشر على القوات الأميركية في سوريا، مشيرا إلى أن الهجوم يحمل “كل الدلائل على أنها ضربة إيرانية مباشرة”.
تُظهر هذه المواقف التزام روبيو بسياسة خارجية حازمة تجاه سوريا، مع التركيز على مكافحة الإرهاب ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
الانسحاب الأميركي من سوريا
عضو الكونغرس الأميركي مايك والتز وهو جمهوري عن ولاية فلوريدا، وصف عام 2018 في لقاء تلفزيوني قرار سحب القوات الأميركية من سوريا، بأنه “خطأ استراتيجي” معبرا عن قلقه من احتمال عودة تنظيم “داعش” نتيجة انسحاب القوات الأميركية.
وقال والتز “أعتقد أننا نرتكب خطأً استراتيجيا هنا. أنا قلق للغاية من أننا نخلق الظروف لعودة داعش. الأكراد كانوا يحرسون عشرات الآلاف من مقاتلي داعش، والآن لم يعودوا يفعلون ذلك. أبواب السجون مفتوحة لأنهم يدافعون عن أنفسهم ضد الأتراك. علاوة على ذلك، لا يزال أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، على قيد الحياة ويدعو مقاتليه لمهاجمة هذه المخيمات.”
ويرى والتز أن القوات الأميركية في سوريا التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية كانت تعمل كعامل ردع لمنع مزيد من الصراعات.
وأضاف “أنا أفهم إحباط الرئيس – وإحباط الكثيرين – من طول هذه الجهود: صعبة للغاية، ومكلفة. أفهم ذلك. لكن أعتقد أن هناك سوء فهم لدى الكثيرين بأن لدينا عشرات الآلاف من الجنود هناك. كان لدينا بضع مئات من عناصر القوات الخاصة الذين كانوا فعليا يمنعون حربا لا نهاية لها. كانوا يمثلون حاجزا ضد الحرب من خلال إنشاء منطقة عازلة – كانت فعالة حسب كل التقارير – بين الأكراد والأتراك، وإبقاء الجميع مركزين على كبح جماح صندوق باندورا الذي يمثله داعش. إنهم قادرون على العودة وسيهاجمون أميركا مجددا. علينا أن نواصل الهجوم”.
كما تحدث والتز حينها عن مشروع قانون يشارك في رعايته مع النائبة ليز تشيني ونحو 30 جمهوريا آخرين لفرض عقوبات على تركيا ردا على هجوم أنقرة العسكري ضد “قسد”.