أحمد الشرع.. بين مطرقة الغرب وسندان الفصائل!

بسام البليبل
ثمة من يرى أنّ أحمد الشرع قد تأخر كثيراً في الخروج إلى الشعب السوري في خطاب خاص، لشرح رؤيته السياسية الشاملة، وخطة عمله الوطنية لبناء سوريا الحديثة ومراحل تنفيذها، والإفصاح عن رأيه في معالجة خروج ثلث الأراضي السورية عن سيادة الدولة، ومآلات الوجود القسدي والإدارة الذاتية الانفصالية، وحق الدولة السورية في وضع يدها على مواردها الطبيعية، لاسيما النفط والغاز والفوسفات، وبقاء القواعد الروسية من عدمه، مع كل ماارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وصولاً إلى شكل الدولة القادمة، مابين الدولة المدنية الديمقراطية التي توافق عليها السوريون في ثلاثة عشر دستورا منذ العام 1920 وحتى الآن، ودولة الإسلام السياسي التي ينادي بها في الساحات عناصر الفصائل الجهادية، التي تباشر سياستها التبشيرية والدعوية الكرنفالية في هداية السوريين، في ظل فراغ دستوري، وواقع مجتمعي وسياسي أشبه ما يكون بكيانات ما قبل الدولة؟!
فيما يرى البعض أن علينا أن نتفهم براغماتية أحمد الشرع، وأن نجد مبرراً لإحجامه عن المكاشفة، واستمراره في اعتماد سياسة الغموض، وهو الواقع بين المطرقة والسندان :
– مطرقة الابتزاز السياسي الغربي التي تقول أنهم لن ينسوا خلفيته الجهادية، ولن يستحق رفع اسمه من قوائم الإرهاب إلّا إذا … وتبدأ سياسة الاشتراطات والإملاءات التي لاتنتهي.
– وسندان فصائل المقاومة، لاسيما الأجانب الذين لاينتمون إلى الوطن السوري، المرتهنون لأيدولوجيتهم الجهادية، ومنطق الغلبة والشوكة، وقتال النكاية والتمكين وحق المنتصر بالسلطة.
ما يجعل لسان حال الشرع يردد:
في فمي ماءٌ وهل ينطق من في فيه ماءُ
ولكننا نقول لأولئك وأولاء، نحن لانريد أن نسمع خطباً وأقوالاً، فما يميز الرجال عن بعضهم البعض الأفعال لا الأقوال، والشرع يعلم أن الثورة لا تنتهي بإسقاط حكم، وأنها مستمرة إلى أن تبسط الدولة يدها على كامل ترابها الوطني ومواردها الطبيعية، ويتم تغيير نظام الحكم، الذي تكون فيه السيادة للشعب، والتي لايجوز لفئة أو فرد أن يستأثربها.
وأنّ سياسة الانتظار والترقب، واللعب على الوقت، التي يبرع فيها الغرب، ليست في مصلحة السيد أحمد الشرع ولا في مصلحة سوريا، في ظل الفراغ الدستوري وانحلال الجيش، لأنها قد تُدخل سوريا في الفوضى والاقتتال الداخلي، وتعمل على تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية.
وعلى الشرع أن يتحصن بالشعب كل الشعب السوري، وأن يشركه فوراً بالعملية السياسية، لأن التفاف الشعب حوله هو الوحيد القادر على إسقاط ذرائع الغرب الابتزازية، وأن يحرص دائماُ على أن يسبق المتربصين به بخطوة، ضمن استراتيجية واضحة الأهداف، وإطار زمني محدد، وبدرجة عالية من الاستجابة المناسبة لما هو فيه من التحدّي، وصولا إلى إقامة دولة المواطنة التي تكفل مساواة جميع المواطنين أمام القانون، دولة مدنية ديمقراطية ذات نظام مركزي، وسيادة تامة على كامل الجغرافيا السورية، وإسقاط السياسة الغربية واستراتيجية تفكيك سوريا وتحويلها إلى مناطق حكم ذاتي، تحت شعار الأقليات والمحاصصة القومية والطائفية.

Read Previous

“الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد أكثر من عقد”

Read Next

“الخطوط الجوية التركية تعلن قيود السفر إلى سوريا قبل استئناف الرحلات”

Most Popular