أردوغان: توافق تام مع سوريا واستعداد لدعم إعادة الإعمار
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تتفق بشكل كامل مع القيادة السورية الجديدة حول مختلف القضايا، مشيرًا إلى استعداد تركيا لدعم جهود إعادة إعمار المدن والبنية التحتية في سوريا.
جاءت تصريحات أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك، الثلاثاء، مع الرئيس السوري أحمد الشرع في المجمع الرئاسي بأنقرة، حيث شدد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية، مشيدًا بصمود الشعب السوري في مواجهة التحديات التي مر بها خلال 13 عامًا من الحرب والصراع.
مرحلة جديدة في العلاقات التركية-السورية
عبّر الرئيس التركي عن سعادته باستقبال نظيره السوري في أنقرة، مؤكدًا أن الشعب السوري تعرض لسنوات من الظلم والمجازر، بما في ذلك الهجمات الكيميائية، ما أدى إلى مقتل نحو مليون شخص وتشريد الملايين. ورغم كل ذلك، استطاع السوريون الصمود وتحقيق النصر على النظام السابق، وفق تعبيره، لتبدأ سوريا مرحلة جديدة بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول.
وأشار أردوغان إلى أن زيارته مع الشرع تمثل “لحظة تاريخية” في مسار العلاقات بين البلدين، مضيفًا أن المؤسسات التركية عملت خلال الشهرين الماضيين على استعادة العلاقات مع دمشق إلى مستوى استراتيجي.
التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب
وتطرقت المباحثات بين الجانبين إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، حيث شدد أردوغان على أن أنقرة تلتزم بوحدة الأراضي السورية، مؤكدًا وجود توافق تام مع دمشق حول القضايا الأمنية.
كما ناقش الزعيمان الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب، حيث أبدت تركيا استعدادها لدعم سوريا في محاربة تنظيم “داعش” وحزب العمال الكردستاني (PKK). وأعرب أردوغان عن ثقته في أن التحرك المشترك سيسهم في تطهير المنطقة من الإرهاب وإحلال السلام والاستقرار.
وشملت المحادثات أيضًا ملف المعسكرات التي تحتجز عناصر من “داعش” شمال شرقي سوريا، حيث أبدت تركيا استعدادها للتعاون مع سوريا في ضبطها وإدارتها بشكل أكثر فاعلية.
إعادة الإعمار والعقوبات الاقتصادية
وفيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار، أكد الرئيس التركي أن بلاده ستقدم الدعم اللازم لإعادة بناء المدن السورية المتضررة وتحسين البنية التحتية، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تسريع عودة اللاجئين السوريين بشكل طوعي.
كما أشار إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تشكل عقبة كبيرة أمام عملية إعادة الإعمار، موضحًا أن تركيا بذلت جهودًا لرفع بعض العقوبات المفروضة على النظام السابق، وستواصل العمل من أجل إلغاء باقي العقوبات.
أكد أردوغان أن العلاقات التركية-السورية ستشهد مزيدًا من التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة، الطاقة، الطيران المدني، الصحة، والتعليم. كما أشار إلى أن أنقرة أعادت فتح سفارتها في دمشق وقنصليتها في حلب، إلى جانب استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، في خطوة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
وختم الرئيس التركي تصريحاته بالتأكيد على أن بلاده ستواصل دعم سوريا في المرحلة الجديدة، متمنيًا أن يحقق الشعب السوري نهضة شاملة تضمن له الاستقرار والتنمية بعد سنوات من المعاناة.