أزمة الغاز في درعا.. وعود رسمية لا تتوافق مع الواقع

نادر دبو ـ سيريا مونيتور
رغم إعلان وزارة النفط والثروة المعدنية عن تقليص مدة استلام أسطوانة الغاز إلى 25 يوماً بدلاً من 45 يوماً، لا تزال محافظة درعا تعاني من أزمة خانقة في توفر المادة، حيث يتجاوز انتظار المواطنين 100 يوم دون وصول أي رسائل لاستلام أسطواناتهم. هذا الأمر دفع العديد من الأهالي إلى اللجوء للسوق السوداء، حيث تباع الأسطوانات بأسعار خيالية تتجاوز 250 ألف ليرة سورية، في حين تبقى الوعود الحكومية حبراً على ورق.
تناقض بين التصريحات والواقع
تؤكد الوزارة أنها تعمل على تحسين آلية توزيع الغاز وضمان وصوله للمواطنين بشكل منتظم، لكن سكان درعا يرون أن هذه التصريحات لا تعكس الواقع، بل على العكس، فبدلاً من تقليص مدة الانتظار، يواجهون تأخيرات غير مسبوقة دون أي بوادر للحل.
ورغم تحديد سعر الأسطوانة في مراكز البيع المباشر بـ 125 ألف ليرة، إلا أن هذه المراكز غير متوفرة في درعا، كما أن المعتمدين الحكوميين غالباً ما يشتكون من نقص المخصصات، مما يفتح الباب أمام تجار السوق السوداء لاستغلال الأزمة وتحقيق أرباح طائلة على حساب المواطنين.
سكان درعا: التصريحات لا تعكس الحقيقة
أكد العديد من سكان المحافظة أن وعود المسؤولين لا تتوافق مع الواقع، مشيرين إلى أن الوزارة سبق وأعلنت أن مدة الانتظار لن تتجاوز 45 يوماً، إلا أن التأخير الحالي وصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر دون أي مؤشرات على التحسن.
شهادات من الواقع: انتظار طويل ومعاناة مستمرة
وقال جواد شاهين، أحد سكان مدينة درعا، لمراسل سيريا مونيتور: “منذ أكثر من شهرين ونحن ننتظر وصول رسالة الغاز، لكن دون جدوى! في كل مرة يقال لنا إن دفعة جديدة ستصل، لكن لا شيء يتغير. الأسعار في السوق السوداء أصبحت جنونية، ومن لا يستطيع دفع 300 ألف ليرة للأسطوانة، ماذا يفعل؟ الوضع أصبح لا يُطاق، وكل يوم يزداد سوءاً.”
أما ياسين الحاج علي، من مدينة نوى، فقال للمراسل: “نحن ننتظر منذ أكثر من 100 يوم دون أي مؤشر لحل الأزمة. نسمع تصريحات متكررة عن تحسن التوزيع، لكنها بلا أي تنفيذ فعلي! إذا كانت الدولة جادة في حل المشكلة، فعليها ضمان توزيع عادل وزيادة الكميات المخصصة للمحافظة، لأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار.”
وأضاف الحاج علي: “تصريحات المسؤولين عن الغاز لا تختلف عن تصريحات وزير الكهرباء السابق، الذي كان يقول إن هناك تحسناً في التغذية الكهربائية، لكن فور انتهاء حديثه، كانت الكهرباء تنقطع! والآن، المسؤولون عن الغاز يقولون إن المدة 25 يوماً، بينما نحن ننتظر منذ 125 يوماً دون نتيجة.”
السوق السوداء.. الملاذ الوحيد رغم الأسعار المرتفعة
مع استمرار التأخير في التوزيع، باتت السوق السوداء هي المصدر الوحيد للغاز في درعا، حيث يضطر المواطنون إلى شراء الأسطوانات بأسعار مرتفعة في ظل غياب أي رقابة تحد من الاحتكار والتلاعب بالأسعار.
وأشار عدد من الأهالي إلى أن بعض المعتمدين يتذرعون بعدم وصول مخصصاتهم، في حين يتم بيع الأسطوانات بشكل غير رسمي بأسعار مرتفعة، ما يثير تساؤلات حول آلية التوزيع ومدى الرقابة الفعلية المفروضة عليها.
مطالبات بحلول عاجلة وشفافية في التوزيع
يطالب أهالي درعا، عبر سيريا مونيتور، الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات فورية لضمان توزيع الغاز بشكل عادل، دون الحاجة إلى الانتظار لشهور أو اللجوء إلى السوق السوداء. كما يدعون إلى فرض رقابة صارمة على عمليات التوزيع لضمان توفر المادة لدى المعتمدين الحكوميين بأسعارها الرسمية، بعيداً عن الاستغلال والاحتكار.
ويؤكد المواطنون أن الحل لا يكمن في التصريحات، بل في اتخاذ إجراءات فعلية تؤدي إلى توفر المادة بانتظام، بحيث لا تبقى الأزمة مستمرة، وتتحول وعود المسؤولين إلى واقع ملموس بدلاً من أن تبقى مجرد تصريحات إعلامية لا تجد طريقها إلى التنفيذ.

Read Previous

الداخلية السورية تطلب تعاون لبنان للقبض على حيدرة سليمان وتسليمه

Read Next

اللجنة الوزارية العربية والإسلامية تؤكد رفضها لتهجير الفلسطينيين وتدعو لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

Most Popular