أطفال المخيمات في الشمال السوري مهددون بسوء التغذية والمجاعة

ترتفع أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية بنحو مطّرد في مناطق شمال غربيّ سورية، بسبب تفشّي الفقر وعدم توافر الغذاء المناسب للأطفال، الأمر الذي يجعل الأطفال عرضة للإصابة بالأمراض ويضعف جهاز المناعة لديهم. كذلك يكونون أكثر عرضة للوفاة من أقرانهم الذين يتمتعون بتغذية جيّدة بمعدّل 11 مرة، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.

البيئة فقيرة في المخيمات، وتنتشر فيها الإصابات بسوء التغذية لدى الأطفال. ولسوء التغذية درجات: هناك سوء التغذية الشديد، وسوء التغذية المتوسط، وسوء التغذية العادي. كما أن تحديد مستوى سوء التغذية لدى الأطفال يكون من خلال إجراء التحاليل المخبرية. فإمّا أن يكون سببه غذائياً ناجماً عن نوعية الطعام، أو عن سوء الامتصاص في الأمعاء. وتحدّد درجة الإصابة بناءً على التحاليل المخبريّة. إن كانت الإصابات خفيفة ومتوسّطة، تُعالَج في المراكز الصحية. أمّا حالات الإصابة بسوء التغذية الشديد، فتحال على المستشفيات.

من خلال العمل الميداني اليومي في مخيم العيناء لفريق المركز تُجرى اختبارات يوميّة للأطفال لمراقبتهم ومتابعة المصابين منهم بسوء التّغذية.

وحذرت “يونيسف” في بيان صدر عنها في 15 مارس/ آذار الماضي من ترك ملايين الأطفال في سورية أمام الخطر المتزايد للإصابة بسوء التغذية. وجاء في البيان: “وفقاً للتقديرات، فإن أكثر من 609,900 طفل دون سنّ الخامسة يعانون من التقزّم في سورية. ينجم التقزم عن نقص التغذية المزمن، ويسبب أضراراً بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها. ويؤثر ذلك بقدرتهم على التعلم وإنتاجيتهم في مرحلة البلوغ”.

وتابع البيان: “سوء التغذية الحاد بين الأطفال في ارتفاع مستمر. ارتفع عدد الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 6 و59 شهراً، والذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 48 في المائة من عام 2021 إلى 2022. عندما يعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد، يضعف جهاز المناعة لديهم، ويكونون عرضة للوفاة بمعدل 11 مرة أكثر من الأطفال الذين يتمتعون بتغذية جيدة”.

وشددت المنظمة في بيانها على أن ارتفاع الأسعار وعدم كفاية الدخل يعني أن ملايين العائلات تكافح لتغطية نفقاتها في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة. ويعيش حوالى 90 في المائة من السكان في سورية في فقر. ويؤثر الأمر سلباً في النظام الغذائي للأطفال. في عام 2023 قبل زلزال السادس من شباط الماضي، كان أكثر من 3.75 ملايين طفل في سورية بحاجة إلى مساعدات غذائية، بينما كان 7 ملايين طفل في عموم البلاد بحاجة لمساعدات إنسانيّة عاجلة.

وذكرت المنظّمة في بيانها أنه قبل الزلزال، حصلت على جزء بسيط فقط من التمويل اللازم للعمل الإنساني من أجل الأطفال في سورية. وجاء في البيان: “تم تأمين جزء بسيط فقط من 328.5 مليون دولار أميركي. مع تفاقم الوضع نتيجة الزلازل، أصبح الوضع أكثر إلحاحاً. نحتاج إلى 172.7 مليون دولار من أجل المساعدات الفورية المنقذة للحياة لـ 5.4 ملايين شخص (بما في ذلك 2.6 مليون طفل) متضرر من الزلزال في سورية”.

Read Previous

المثقفون السوريون: نرفض التطبيع مع الأسد ونحذر من ذلك

Read Next

إيقاف التأشيرات السويسرية لمتضرري الزلزال من السوريين والأتراك

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular