أمريكا والعرب..من سياسة الاحتواء إلى سياسة الاحتقار!

بسام البليبل

لقد أنهى ترامب ولايته الأولى بالاعتراف بســيادة إســرائيل على مرتفعات الجولان الســـوري المحتل، ونقل السـفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
فهل سـيستطيع ترامب في ولايته الثانية تنفيذ ما أعلن عنه بخصوص تهجير الفلسـطينيين من غزة إلى مصر والأردن، والسماح بضم 30% من الضفة الغربيــة لإسرائيل التي كان قد أعلن عنها في ولايتــه الأولى، وما يخفيه وراء حديثه عن إسـرائيل الصغيرة في الشــرق الأوســـط الكبير؟!
هذا يتوقف على قبول بعض القادة العرب أن يبقوا في نظر ترامب كالمهرجين، أو كالتلاميذ أمام معلمهم، وأن يقبل قادة آخرون على أنفسهم أنهم ليسوا أكثر من مُلّاك لمحطات وقود يرفعون عليها الأعلام، كما ينظر إليهم ترامب، وأن عليهم أن يدفعوا لمن يحميهم ، نعم عليهم أن يدفعوا ليبقوا.
لقد كانت سياسة ترمب من الصفاقة تجاه الزعماء العرب بحيث لايجد حرجاً في إذلالهم، وإرهابهم، والتندّر عليهم، تلك السياسة التي لم تكن تختلف عن ســياســة سلفه أوباما الذي لم يكن يتردد في التعبير عن احتقاره للعرب وقادتهم أمام مستشاريه بالقول: “إنّ العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة، وأنهم متخلفون وبدو” كما جاء في كتاب بن رودس “العالم كما هو” الذي وصف سياسة أوباما بالإرث الأسود “إشارة إلى لون أوباما” الذي يعبر عن عنصريته وكرهه للعرب وحبّه لإيران التي أطلق يدها في الشرق العربي كلّه.
نعم إنهما أكثر رؤساء أمريكا احتقاراً للعرب، بحيث أنه يصدق فيهما ما قاله فيدل كاسترو عندما سئل في انتخابات 1960 أيهما يفضل (كينيدي أم نيكسون) فأجاب: لا يمكن المفاضلة بين فردتي حذاء يلبسهما نفس الشخص.
وما فعله ترامب في ولايته الأولى، سيفعله في ولايته الثانية وأكثر، إذا لم يستطع زعيم عربي أن يرد على تصريحات ترامب وتجاوزاته وإهاناته واستخفافه بالقرارات الأممية، وإشادته بالجرائم الإسرائيلية التي تجعل من إسرائيل أخطر دولة في العالم، بالطريقة التي رد عليه فيها الرئيس الكولومبي “غوستافو بيترو” الذي انتصر لفلسطين كما لم يفعل زعيم عربي**، والذي وجه رسالة إلى ترامب على خلفية ترحيل أمريكا لمهاجرين كولومبيين بطريقة مهينة، أكد فيها أنه سيقاوم غطرسته حتى لو كان ثمن ذلك انقلاباً عسكرياً، مضيفاً: إذا أردت أن تعرف شخصاً عنيداً على وجه الأرض فهو أنا، قاومت التعذيب وسأقاومك أيضاً.
ولكن أهم ما قاله لترامب: قد تقتلني لكني سأعيش في شعبي الذي سبق شعبك في الأمريكيتين!
وعندما يعرف الزعماء العرب معنى هذه العبارة، ويتمثلونها جيداً، يستطيعون أن يردوا على ترامب وسواه. وأن يحفظوا كرامتهم، ويمنعوا تهجير الشعب الفلسطيني عن دياره مرتين.
—————————-
**غوستافو بيترو: إنّ العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والهجمات في الشرق الأوسط رسالة تخويف من دول الشمال للجنوب بأكمله، مشيراً إلى أنّ بلاده مستعدة لاعتقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه تنفيذاً لأمر المحكمة الجنائية الدولية.

Read Previous

هل غيّرت “إلهام أحمد” مواقفها بشأن العقوبات على سوريا والعلاقة مع إسرائيل؟

Read Next

فيدان: على سوريا أن تتخذ خطوات حاسمة ضد “حزب العمال الكردستاني”

Most Popular