أحرق مقاتلون من فصائل معارضة ضريح رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد في مسقط رأسه بالقرداحة في محافظة اللاذقية، بعد أيام على سقوط بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها مصور وكالة فرانس برس الأربعاء احتراق الضريح، في حين كان مقاتلون معارضون وشبان يتجولون داخل الضريح حيث دفن بعد وفاته عام 2000.
ويقع الضريح على تلة عند أطراف بلدة القرداحة، ويضم داخله مدافن لأفراد من عائلة حافظ الأسد، بينهم ابنه باسل الذي قضى بحادث سيارة عام 1994.
وأظهرت صور فرانس برس ألسنة النيران تتصاعد من مجسّم قبر عند زاوية قاعة فسيحة تزينها قناطر، في حين بدا مجسم قبر الأسد الأب في وسطها مدمرا بالكامل بعد إحراقه. وكان مقاتلون مع أسلحتهم ومدنيون حمل بعضهم علم الثورة السورية، يتجولون في المكان.
وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” الأحد إسقاط رئيس النظام بشار الأسد وهروبه، بعد هجوم خاطف بدأته في 27 تشرين الثاني مكّنها في غضون أيام من التقدم سريعا من حلب شمالا وصولا الى دمشق.
ودعت قيادة الفصائل المعارضة “التشكيلات العسكرية والمدنيين في منطقة الساحل السوري” إلى “وقف إطلاق الأعيرة النارية وعدم مصادرة أي معدات أو أسلحة أو مركبات عامة”.
وحذرت السكان من “الاقتراب من المؤسسات العامة والثكنات العسكرية أو دخولها تحت طائلة المساءلة والعقوبة”.
قاد حافظ الأسد انقلابًا عسكريًا في 13 تشرين الأول/نوفمبر 1970 عُرف بـ”الحركة التصحيحية”. جاء هذا التحرك بعد صراعات داخل حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان يسيطر على السلطة منذ انقلاب 1963. أطاح الأسد بالقيادة البعثية السابقة، مثل صلاح جديد ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي، الذين اعتُقلوا لاحقًا.
بعد الانقلاب، أصبح الأسد رئيسا للجمهورية في 1971 عقب استفتاء عام. وأعيد انتخابه عدة مرات في استفتاءات كانت تُعتبر شكلية في غياب منافسين.
أسس حافظ الأسد نظام حكم سلطوي يعتمد على الأجهزة الأمنية والجيش، كما ركز على بناء دولة شمولية تحت مظلة حزب البعث، مع إضعاف مؤسسات المجتمع المدني وإلغاء الحياة السياسية المستقلة.