إحياء ذكرى استشهاد “باسل شحادة” لأول مرة في دمشق.. حزنٌ مؤجَّلٌ ورمزية مُلهِمَة

سيريا مونيتور – خاص

أُقيم يوم أمس اجتماع في “بيت فارحي” في حارة اليهود في دمشق القديمة، في ذكرى استشهاد باسل شحادة ورفاقه.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة عشر عاماً على رحيل باسل بقذيفة هاون أسدية في حي باب سباع بحمص، اجتمع رفاقه ومحبّوه للمرة الأولى في دمشق، وداعاً له وإحياءً لذكراه، بعد أن منع نظام المخلوع أهله وأصدقائه من تشييعه حتى.

في قصة ترويها صديقته (زينة شهلا) أمام الحضور، توضح كيف هاجمت شبيحة الأسد كنيسة الكيريلوس في القصاع وسط دمشق، فاعتقلوا ثلاثة من المُعزّين آنذاك، واقتلعوا النعوات المعلقة على الجدران في إثبات على الوحشية وإمعان بالظلم والهمجية.

لم يسرقوا الجثمان كعادتهم مع كل شهيد سقط خلال سنوات الثورة السورية، لكنهم لم يتوانوا في تدنيس التشييع وترهيب الأهل والأصدقاء.

بدايات استثنائية لموهبة قتلها النظام

تتحدث (وفا علي مصطفى) عن أولى محاولات باسل شحادة في التصوير؛ تقول إنه وفي تشييع أحد الشهداء بمنطقة كفرسوسة بدمشق، وضع باسل شحادة كاميرته فوق جثمان الشهيد بينما يطوف المشيعون به.

وحينما سألته (وفا) عن فكرته، أخبرها باسل: “أريد للمشهد أن يكون بعيني الشهيد نفسه”.

أما عن إصراره في توثيق أحداث الثورة، تحدثت (لينا الحافظ) طويلاً عن فيلم “شوارعنا” والذي عُرض خلال الاجتماع يوم أمس.

ذلك الفيلم والذي بحسب قولها، كان مُن المفترض له أن يُعرض في ذكرى الثورة السورية الأولى عام 2012، لكن أعطالاً فنياً في وحدة التخزين (الهارد) حالت دون إنتاج الفيلم وعرضه، حتى قامت مؤسسة “بدايات” عبر خبير تقني باستعادة بعض المواد المصورة الموجودة عليه، ومن ثمّ إنتاجه.

الفيلم الذي عُرِض بعد وفاة باسل، كان دليلاً دامغاً على شجاعة شاب لم يتوانَ في تقديم روحه توثيقاً للحقيقة.

تقول (لينا الحافظ): “كان كوهبة استثنائية ولقد خسرت سوريا هذه الموهبة حقاً”.

رفيق الطريق والفكرة

تتحدث (بشرى علي) عن باسل شحادة وكيف تعرفت إليه في بدايات سنوات الثورة، تقول “كنت أراه في كل مكان، وفي طريقي إلى العمل، وإلى باب شرقي”.

بينما يذكر (غيث أديب) في غصة كيف أن لا قيمة للطريق دون خطوات باسل، يقول “باسل.. الطريق رح يشتقلك!”.

 

وفي فيلمها عن رحيل باسل، انهارت (لينا الحافظ) في مشهد وداعي غير متوقع، وتتحدث عن طريقها من باب شرقي إلى بيت باسل، تقول “كان الطريق مظلماً.. لقد اقتلعوا النعوات من على الجدران رغم كل المخاطرة التي تكبدها الأصدقاء في أثناء تعليق النعوات”.

رمزية الاجتماع والحزن المؤجل

يرى أصدقاء باسل والحاضرون، أن الاجتماع هو تأكيدٌ على استمرار حضور باسل في دمشق وبين محبّيه رغم مرور سنوات على رحيله.

وهو استكمال لفرحة تحرير البلاد التي ينقصها باسل حاضراً موثقاً بكاميرته كل مظهر الفرح والاحتفال كما وثق بدايات الثورة في عنفوانها الأول.

تقول (بشرى): “لقد استطاع باسل أن يتحول بشجاعته وإيمانه بالثورة إلى رمز بين اصدقائه.. كان ملهماً لنا طيلة السنوات الماضية”.

بينما تؤكد (وفا) أن ثمن الحرية كان غالياً جداً، وأن أهل هذه البلاد يستحقون أن ينالوا من الآن فصاعداً “حرية وعدالة وقانون، دون أن يكون ثمن كل ذلك هو الاعتقال والتغييب القسري وخسارة حياتهم”.

Read Previous

الأمن الداخلي يطلق حملة أمنية في الشيخ مسكين بعد جاسم لملاحقة الخارجين عن القانون وجمع السلاح

Read Next

قوة إسرائيلية تتوغل في ريف درعا الغربي وتتمركز في موقع عسكري للنظام السابق

Most Popular