سيريا مونيتور -دمشق
دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان صدر امس الثلاثاء، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق في الثاني من أيار الجاري، معتبرةً أن الهجوم يمثل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا.
استهداف رمزي وتصعيد خطير
أوضحت الشبكة أن القصف على محيط القصر الرئاسي يشكل تحولاً نوعياً في نمط الهجمات الإسرائيلية، لما يحمله الموقع المستهدف من رمزية تتعلق بسيادة الدولة ومركزية مؤسساتها. وأضافت أن هذا التصعيد يعكس نهجاً إسرائيلياً يهدف إلى تقويض الدولة السورية وزعزعة استقرارها، مستفيدةً من غياب المساءلة الدولية والإفلات من العقاب، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالحها التوسعية على حساب سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة.
خرق للقانون الدولي
واعتبر البيان أن الهجوم الأخير يشكل انتهاكاً مباشراً للمادة 2 (4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر على الدول استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد وحدة أراضي أي دولة أخرى أو استقلالها السياسي. كما ينطبق عليه التعريف الوارد في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314 لعام 1974 بشأن تعريف العدوان، مشيراً إلى أن الادعاءات الإسرائيلية المتعلقة بـ “ردع تهديدات” محتملة لا تفي بشروط ممارسة حق الدفاع المشروع عن النفس وفقاً للمادة 51 من الميثاق، حيث لم يكن هناك أي تهديد وشيك أو قائم يستهدف إسرائيل من الأراضي السورية.
استغلال للخطاب الطائفي
انتقدت الشبكة في بيانها التبريرات الإسرائيلية للهجوم، والتي قالت إنها تسعى لحماية “الطائفة الدرزية”، معتبرةً ذلك محاولة خطيرة لاستغلال الخطاب الطائفي وتأجيج النزاعات الداخلية، وهو تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية، ويشكل انتهاكاً لسيادة الدولة واستقلال قرارها السياسي.
وحذرت الشبكة من أن تكرار الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية دون موافقة دمشق أو تفويض دولي مسبق يشكل انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة مستقلة، ويهدد السلم والأمن الدوليين في ظل الظروف الحساسة التي تشهدها المنطقة. واعتبرت أن مثل هذه الاعتداءات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتعقيد المشهد السياسي الإقليمي.
وأشار البيان إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تصاعدت منذ سقوط نظام الأسد، مؤكداً وقوع ضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين التابعين لوزارة الدفاع السورية نتيجة هذه الهجمات، ما يعكس استراتيجية ممنهجة تهدف إلى إبقاء سوريا في حالة من الضعف والانقسام.
