لليوم الـ25 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف على غزة، وشن حملات دهم واعتقالات في الضفة المحتّلة، وسط مناشدات أممية لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وقالت “كتائب القسّام” إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال غربي غزة، واستهدفوا بقذائف “الياسين 105″، آليات للاحتلال شرقي حيي التفاح والزيتون، كما قصفوا بقذائف “هاون”، آليات متوغّلة شمال غربي بيت لاهيا.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يومه الـ25، إلى 8525 قتيلاً، بينهم 3542 طفلاً و2187 امرأة و460 مسناً، في حين أصيب 21543 مواطناً بجراح مختلفة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
مناشدات أممية
من جانبها أكّدت الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير، حاجة القطاع إلى حجم أكبر من المساعدات لتجنب مزيد من التدهور الإنساني المتردي أساساً.
وبحسب التقرير فإن “الإدخال الطارئ للوقود لتشغيل المعدات الطبية ومرافق المياه والصرف الصحي، أمر ضروري لتجنب الوضع الإنساني المتردي”.
وأشارت إلى إن القطاع يحتاج إلى دخول مئة شاحنة يومياً، على أقل تقدير، لتوفير الأساسيات لسكان غزة، فيما قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة.
وتأتي المناشدات في وقت يجري فيه الحديث عن “ترتيبات مصرية” من أجل إدخال 60 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية المختلفة إلى القطاع اليوم الثلاثاء، في حين لم تضح معالم التحرك المصري حتى الساعة.
إسرائيل تكثف قصف محيط مستشفيات القطاع
كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه على محيط عدد من المستشفيات في قطاع غزة، تزامناً مع استهداف غارات إسرائيلية منازل في محيط مستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، ومحيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر غرباً، ومحيط مستشفى غزة الأوروبي ومحيط مستشفى الصداقة التركي في أقصى جنوبي غزة.
وقالت وزارة الصحة إنّ 34% من مستشفيات غزة لا تعمل، و65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة، في حين قتل 124 من الكوادر الصحية وجرح نحو 100 آخرين، وتضرّرت 50 مركبة إسعاف، بينها 25 تعطلت عن العمل بشكل كامل، فضلاً عن إغلاق 12 من أصل 35 مستشفى بالقطاع.
وتوقّف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل من جرّاء القصف ونفاد الوقود، في حين طالب جيش الاحتلال 24 مستشفى بالإخلاء شمالي قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات والكوادر اللازمة لعلاج الأعداد الكبيرة من الجرحى، إضافة للانخفاض الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، حيث يتم إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وعلى ضوء الهواتف.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مواقع في منطقة تل الهوى شمالي قطاع غزة القريبة جداً من مستشفى القدس التابع له، والذي نزح إليه آلاف المدنيين للاحتماء من القصف.
دهم واعتقالات في الضفة والاحتلال يفجر منزل عائلة العاروري
فجر اليوم الثلاثاء، فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة صالح العراروي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، بعد أن اقتحمت بلدة عارورة في الضفة الغربية وحاصرت المنزل.
وخلال ساعات ليل أمس، اقتحم قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وشنّت حملة دعم واعتقالات تركّزت في بلدة قباطية جنوبي جنين، وقرية دير بلوط غربي سلفيت، وقرية زواتا جنوبي نابلس، وضاحية شويكة في طولكرم، بالإضافة إلى مدينتي الخليل ونابلس.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت كتائب “شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح”، و”سرايا القدس” الجناح العسكرية لـ”الجهاد الإسلامي”، استهداف قوة من الجيش الإسرائيلي في كمين بحي الشويكة بطولكرم شمالي الضفة.
وتصاعدت هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث قُتل 115 شخصاً على الأقل بينهم 33 طفلاً، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، فيما هجّر نحو 1000 فلسطيني من منازلهم بسبب العنف والترهيب من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ 7 تشرين الأول الجاري.
غارات إسرائيلية على جنوبي لبنان
على الجبهة الشمالية، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّهم استهدفوا بنى تحتية عسكرية تابعة لـ”حزب الله” في جنوبي لبنان.
وأضاف المتحدث دانيال هاغاري، أن “قوات الجيش الإسرائيلي شنت غارات على الأراضي اللبنانية، شملت عدة بنى تحتية تابعة لـ”حزب الله”، بما في ذلك مواقع عسكرية ومستودعات للسلاح والذخيرة.
سجال في مجلس الأمن
سياسياً، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تدعم دعوات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” في الوقت الحالي، مشيراً إلى وجوب الاستعاضة عنها بـ”توقفات مؤقتة” للأعمال العسكرية، لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إنه “لا ندعم وقف إطلاق النار حالياً”، مضيفاً أنه “لا نعتقد أن ذلك هو الصواب في الوقت الراهن”، مؤكّداً أنّ “حماس هي المستفيدة الوحيدة من وقف إطلاق النار في غزة، ولهذا السبب فإن الولايات المتحدة لا تدعم وقف الأعمال القتالية”.
مقابل ذلك، اتهم مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة بأنها “تفضل حياة المدنيين في أوكرانيا فيما لا تثير حياة الفلسطينيين أي مشاعر”، مستنكراً معارضة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال نيبينزيا: “لماذا تتعاطف الولايات المتحدة بكل بلاغة مع المدنيين في أوكرانيا، رغم أنها حياة المدنيين هناك بعيدة كل البعد عما يواجه المدنيون في غزة”، مضيفاً أنه “هل تفكر الولايات المتحدة في حياة أولئك الموجودين في القارة الأوروبية، فيما لا تثير حياة الفلسطينيين أي مشاعر في واشنطن”.
من جهته، دعا مندوب الصين لدى مجلس الأمن تشانغ جونغ، إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، ورفع الحصار عن قطاع غزة واستعادة الإمدادات الإنسانية الرئيسية، محذراً من التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وطالب جونغ الولايات المتحدة باتخاذ موقف مسؤول تجاه وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أنه “لا يمك تحقيق الأمن المطلق من خلال فرض العقاب الجماعي على المدنيين”، كما أعرب عن قلقه من أن الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والوضع في الضفة الغربية ينذر بامتداد الصراع الإقليمي”، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة.