إسرائيل تسيطر على “جبل الشيخ”..

توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في جبل الشيخ بالجانب السوري غير المحتل من الجولان، معلنة السيطرة على موقع عسكري مهجور.

ووُصفت هذه الخطوة بأنها “إجراء أمني مؤقت” لحين التوصل إلى ترتيبات جديدة، في حين قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال زيارة الموقع، إنّ الجيش سيبقى في المنطقة “لحماية أمن إسرائيل”، من دون تحديد موعد للانسحاب.

وبحسب قناة “فرانس 24″، جاء في بيان نشره كاتس مؤخراً: “إن وجودنا هنا في قمة جبل الشيخ يعزز الأمن ويعطي بعداً إضافياً للمراقبة والردع لمعاقل حزب الله في سهل البقاع اللبناني، فضلاً عن الردع ضد المعارضين في دمشق، الذين يدعون أنهم يمثلون وجها معتدلاً ويظهرون وجهاً معتدلاً”.

المحامي السوري المعتصم الكيلاني -المختص في القانون الدولي- أفاد لـ”فرانس 24″ بأنّ “هناك تذرع بمبدأ الضرورة الأمنية في القانون الدولي العرفي الذي يتحدث عن وجود خطر جسيم ومباشر، وحينها يجب أن يكون هناك تهديد وشيك لا يجب تأجيله. لكن من الواضح أنه ليس هناك أي خطر جسيم إطلاقاً من قبل الحكومة السورية الجديدة”.

ووصف الكيلاني التوغّل الإسرائيلي بالانتهاك المباشر لـ”المادة 2.4″ من ميثاق الأمم المتحدة، الذي “يحظر استخدام القوة والتهديد ضد السلامة الإقليمية واستقلال السيادة لأي دولة”.

من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي عمر الرداد: “تريد إسرائيل من خلال هذا الاحتلال أن تفاوض لاحقاً وفقاً لمقاربة الوقائع الجديدة”، مضيفاً أنّ إسرائيل “ستريد التفاوض وستجعل من جزء الجولان الذي احتلته سلفاً منطقة دائمة بالنسبة لإسرائيل وتنتظر تسلم ترمب مقاليد الحكم في 20 كانون الثاني القادم”.

وتابع: “ترمب يتخذ مواقف مؤيدة لإسرائيل وقد سبق وأشار إلى أن مساحة إسرائيل صغيرة ويجب توسيعها”، مشيراً إلى أنّ “السؤال المطروح في الدولة الإسرائيلية العميقة هو إذا ما تم استبدال النظام الشيعي المتطرف بنظام آخر سني متطرف”، مردفاً: “لا أعتقد أن هذا الاحتلال سيدوم طويلاً، بل سيكون مرتبطاً بالسيناريوهات القادمة للأزمة السورية”.

تقع مرتفعات الجولان في منطقة جنوب غربي سوريا، وشمال وادي نهر اليرموك تحديداً، يحدها جبل الشيخ قرب الحدود اللبنانية، وتبلغ من الشمال إلى الجنوب 71 كيلومتراً ومن الشرق إلى الغرب نحو 43 كيلومتراً عند أوسع نقطة فيها، كما أنّها تمثل ثلث المياه المستهلكة في إسرائيل، وفق ما أفاد سيباستيان بوسوا، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بالمرصد الجيوستراتيجي بجنيف.

ويضم جبل الشيخ الواقع في الجانب السوري من المنطقة العازلة، قمماً لمرتفعات الجولان، وتفوق أعلاها الـ2800 متراً، ما يسمح بمراقبة الحدود الشمالية الأردنية والإسرائيلية، كما أنه يطل على الأراضي اللبنانية وهو على بضع كيلومترات من العاصمة السورية دمشق.

وتسيطر اسرائيل على معظم أراضي الجولان السوري، باستثناء شريط ضيق شرقاً يتبع خط الهدنة الإسرائيلي السوري المبرم في 10 حزيران 1967، والذي عُدّل لاحقاً بموجب اتفاق “فض الاشتباك” في العام 1974، وضمت إسرائيل المنطقة الخاضعة لسيطرتها، عام 1981، في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.

وهذه الأهمية الاستراتيجية جعلت إسرائيل توافق، يوم الأحد الفائت، على مضاعفة عدد سكانها في الجولان، معللة ذلك بعدم زوال التهديدات التي تواجهها من سوريا، رغم اللهجة المعتدلة للسلطات السورية الجديدة، وقال نتنياهو: إن “تدعيم الجولان هو تدعيم لدولة إسرائيل وهو أمر مهم خصوصاً في هذا الوقت. سنواصل ترسيخ وجودنا هنا وتطويره والاستيطان”.

Read Previous

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: نسعى بصدق إلى بناء “سوريا” خالية من الإرهاب

Read Next

“مصادر أمنية تركية” تنفيذ عملية أمنية في “القامشلي”

Most Popular