منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجيش الاحتلال يستنفر على الحدود مع سوريا وطيرانه الحربي والاستطلاعي لا يغادر سماء القنيطرة والجولان المحتل؛ يراقب الحدود ويقصف مواقع للنظام وميليشيا حزب الله في سوريا وجنوبي لبنان، إضافة إلى تسيير دوريات عسكرية على الشريط الحدودي من الشمال إلى الجنوب.
اعتقالات بريف القنيطرة
نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الاعتقالات في ريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي منذ 7 من تشرين الأول الماضي، حيث يدخل الأراضي السورية باكرا ويضع كمينا محكما ومموها حتى لا يتم كشفه وعندما يقترب الرعاة أو المزارعون من الكمين وهم ذاهبون إلى العمل في أراضيهم، يتم اعتقالهم والتحقيق معهم داخل أحد المراصد الإسرائيلية القريبة من الشريط الحدودي، وقد يستغرق التحقيق 24 ساعة أو 48 ساعة، ويتم سؤالهم عما إذا كانوا مرتبطين مع إيران وميليشيا حزب الله أو إذا كانوا يعرفون أشخاصا مرتبطين بالجهتين، وبعد الانتهاء من التحقيق يتم تسليم المعتقل عبر معبر القنيطرة الحدودي بوساطة قوات اليونفيل إلى مفرزة الأمن العسكري على المعبر التابعة للفرع 220 المعروف بفرع سعسع المسؤول عن القنيطرة وقسم من ريف دمشق الغربي.
في العاشر من شباط الماضي، حاولت قوات الاحتلال اعتقال الشاب مرتضى الشيخ وهو شاب يبلغ 17 عاما، كان يقوم بالاصطياد قرب الشريط الحدودي وتم إطلاق النار عليه وأصيب إصابة خطرة نقل إثرها إلى مشفى أباظة في القنيطرة.
أنقذ الشابَّ الرعاةُ الذين شاهدوه عند إصابته وقاموا بسحبه وإبعاده من المنطقة كي لا يتم اعتقاله، لينقله ذووه بعدها إلى المشفى.
وفي 25 من كانون الأول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي شابين هما علي بكر وزيد غادر، حيث كانا يبحثان عن الفطر الشتوي في الأراضي الوعرة قرب الشريط الحدودي وتم اعتقالهم لـ 48 ساعة تقريبا، ومن ثم تسليمهم إلى اليونفيل وبعدها إلى فرع سعسع ثم إلى فرع فلسطين ليقضيا في “الفرع 21” يوما واحدا ويخرجا منه بعد دفع 500 مليون ليرة سورية كرشوة إلى الفرع ووساطة حتى تم إطلاق سراحهما.
وفي 17 من الشهر نفسه، قتل الجيش الإسرائيلي الشاب موسى بكر، وهو أحد رعاة الأغنام في بلدة جباتا الخشب، وذلك بعد فشل اعتقاله، وتم تسليم جثمانه لذويه عن طريق قوات اليونفيل.
وآخر شخص اعتقله الجيش الإسرائيلي كان في 25 من نيسان الفائت، وهو شاب كان يرعى الأبقار في أرضه القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، ويدعى صدام أحمد ويبلغ من العمر 16 عاما، وحتى اليوم ما يزال صدام محتجزا داخل الأراضي المحتلة من دون معرفة مصيره، في حين يبحث والده عن أي وسيلة من أجل الاطمئنان عليه، وقد تواصل مع قوات الأمن التابعة للنظام السوري وقوات اليونفيل ولكن لم يستطيع الحصول على أي خبر.