اعترف الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية سرية في مدينة مصياف بريف حماة الغربي في سبتمبر الماضي، استهدفت منشأة تحت الأرض يُزعم أنها تُستخدم لتصنيع صواريخ دقيقة لصالح “حزب الله” اللبناني.
تفاصيل العملية
سمح الجيش الإسرائيلي بنشر تفاصيل العملية التي أُطلق عليها اسم “الطبقة العميقة”، والتي نُفذت بمشاركة قوات النخبة الإسرائيلية “شيلداغ” و”الوحدة 669″ التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. تضمنت العملية إنزال أكثر من 100 مقاتل باستخدام طائرات مروحية، في أكبر جسر جوي لعملية عسكرية إسرائيلية خلال العقود الخمسة الماضية.
تزامنت العملية البرية مع غارات جوية استهدفت مواقع أخرى في سوريا. وأوضحت المصادر أن المنشأة تحت الأرض كانت الهدف الرئيسي، حيث واجه مقاتلو القوات البرية مقاومة محدودة قبل أن يتمكنوا من تدمير المنشأة بالكامل بعد ساعات من الاشتباكات.
وفقاً للجيش الإسرائيلي، كانت المنشأة محل رصد استخباراتي لأكثر من عقد. وأكدت إسرائيل أن الموقع شهد نقل مكونات لمشروع الصواريخ الدقيقة من إيران، مما دفع إلى اتخاذ قرار بتنفيذ العملية البرية، نظراً لعدم كفاية الضربات الجوية لتدمير الهدف.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن الموافقة على العملية تأجلت عدة مرات في السنوات السابقة بسبب مخاوف المستوى السياسي من المخاطر المرتبطة بها.
تنفيذ الإنزال
أشارت التقارير إلى أن طائرات مروحية إسرائيلية ظلت تحلق فوق المنطقة المستهدفة دون الهبوط، حيث تم إنزال القوات باستخدام الحبال. في الوقت ذاته، قامت مسيّرات إسرائيلية بتدمير مركبات تابعة لمفرزة أمنية سورية في الموقع وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان العملية.
خسائر وإصابات
بحسب مصادر محلية، أسفرت العملية عن اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل ثلاثة سوريين وإصابة آخرين، بينهم مدنيون. كما تمكن فريق الإنزال الإسرائيلي من أسر شخصين يحملان الجنسية الإيرانية.
الأهمية الاستراتيجية
تعتبر هذه العملية إحدى أبرز العمليات الإسرائيلية في سوريا خلال السنوات الأخيرة، إذ سلطت الضوء على الجهود الإسرائيلية لإحباط ما وصفته بمحاولات إيران لتعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة.