إسرائيل توسع تحركاتها في ريف درعا الغربي وتسعى للسيطرة على تلال استراتيجية

نادر دبو – سيريا مونيتور

في تطور عسكري خطير، شهدت منطقة الريف الجنوبي الغربي لمحافظة درعا، ولا سيما منطقة ما بعد القنيطرة وقرى حوض اليرموك، تحركات إسرائيلية جديدة تهدف إلى السيطرة على مواقع استراتيجية قريبة من مدينة نوى. ويعتقد مراقبون أن هذه التحركات تأتي ضمن خطة توسعية استعمارية تسعى إسرائيل من خلالها لترسيخ وجودها في تلال استراتيجية تطل على مناطق واسعة في جنوب سوريا.

وتركز الطموحات الإسرائيلية في هذه الفترة على تل الجموع وتل الجابية، وهما من التلال العسكرية الحيوية التي تطل على ريف درعا الغربي. وتعتبر هذه التلال نقاط مراقبة استراتيجية ذات أهمية بالغة، نظراً لقربها من خطوط التماس.

وقال مراسل “سيريا مونيتور” في درعا إن قوات إسرائيلية توغلت في الأراضي السورية بالقرب من مدينة نوى في منتصف ليلة 2 نيسان الجاري. وأشار إلى أن الأهالي تصدوا لهذا التوغل بكل ما لديهم من إمكانيات، مما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين وجرح آخرين. ولفت إلى أن الاشتباكات التي اندلعت بين المقاتلين المحليين والقوات الإسرائيلية شهدت استخدام الأخيرة لأساليب قتالية متنوعة، شملت قصفاً مدفعياً من الهاون بالإضافة إلى غارات من طيران مروحي وطائرات مسيرة.

وأوضح المراسل أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين، وهو ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى تكثيف عملياتها العسكرية في المنطقة، ما يثير المخاوف من تصعيد أكبر في جنوب سوريا.

وفي حديثه لمراسل “سيريا مونيتور”، قال أبو مهند، والد الشهيد عمران عرار، أحد المدنيين الذين سقطوا أثناء محاولته إسعاف الجرحى الذين أصيبوا جراء القصف الإسرائيلي: “الشهيد عمران ذهب لنقل الجرحى بعد القصف، وكان يسعى لمساعدة الأهالي في الوقت الذي تعرض فيه للاستهداف من قبل قوات الاحتلال. لم يتردد لحظة في تقديم المساعدة، وكان هدفه إنقاذ الأرواح. هو فتح الطريق للشهادة، ونحن على نفس الطريق الذي سار عليه.” وأضاف: “كلنا مستعدون لتقديم أرواحنا دفاعاً عن نوى ودرعا ولن نسمح أن تكون أرضنا ممراً للكيان الإسرائيلي.”

من جهته، قال قيادي أمني في المنطقة لمراسل “سيريا مونيتور” إن التحرك الإسرائيلي في ريف درعا الغربي يمثل انتهاكاً للسيادة السورية ويكشف عن نوايا إسرائيلية لتثبيت وجود عسكري دائم في التلال الاستراتيجية مثل تل الجموع وتل الجابية. وأضاف: “نحن في أعلى درجات الجاهزية، ونتعاون مع الأهالي والمقاتلين المحليين للتصدي لأي محاولة توغل جديدة.” وأكد: “الرد كان سريعاً، والمقاومة كانت قوية، ونحن عازمون على عدم السماح بفرض واقع جديد في المنطقة.”

وأكدت مصادر محلية أن جميع المناطق السورية من مختلف الطوائف والمكونات قد عبرت عن تضامنها مع مدينة نوى ضد الاعتداء الإسرائيلي. وقالت المصادر إن وفوداً حكومية ومجتمعية من مختلف المناطق السورية شاركت في تشييع الشهداء، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تعكس وحدة السوريين في مواجهة العدوان.

وأضافت المصادر أن إسرائيل قامت في 25 آذار المنصرم بقصف مدفعي على قرية كويا في حوض اليرموك، مما أسفر عن استشهاد سبعة مدنيين، بالإضافة إلى إصابة عدد من النساء والأطفال، وهو تصعيد آخر ضمن الخطة الإسرائيلية التي تهدف إلى زيادة الضغط على المنطقة، في وقت لا يزال فيه صمت الحكومة السورية مستمراً تجاه ما يجري في جنوب البلاد.

Read Previous

الشرع يزور الإمارات وتركيا الأسبوع المقبل لتعزيز العلاقات

Read Next

استياء في مدينة نوى بريف درعا الغربي بعد زيارة وزير الصحة دون تعزية بشهداء التوغل الإسرائيلي

Most Popular