إسرائيل توسع عملياتها شمالي القطاع بعد مقتل السنوار.. ومقترح أميركي للهدنة

أفادت وكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة ستطرح مقترحاً للهدنة في قطاع غزة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، في حين وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في شمالي القطاع مع استمرار الحصار الذي يفرضه على أكثر من 200 ألف فلسطيني منذ 14 يوماً.

أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة أن “نحو 200 ألف فلسطيني محاصرون دون طعام أو شراب منذ 14 يوماً، ويخضعون لعملية إبادة وتطهير عرقي ينفذها الجيش الإسرائيلي شمالي قطاع غزة”.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن “الجيش الإسرائيلي يقصف وينسف مبانٍ ومنازل وبنية تحتية بمحافظة شمالي القطاع، في ظل عملية الإبادة والتطهير العرقي هناك”، مضيفاً أن “عشرات الفلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي لا يزالون تحت الأنقاض وعلى الطرقات دون القدرة على انتشالهم في ظل العملية العسكرية واستهداف الجيش أي جسم متحرك”.

ومنذ فجر اليوم الجمعة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية وقصفاً مدفعياً استهدف مناطق عدة في قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين، في حين أعلن جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية لتوسيع عملياته في جباليا المحاصرة شمالي القطاع.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة في مخيم جباليا أمس الخميس، مشيرة إلى أن 25 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب أكثر من 150 آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين وسط مخيم جباليا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضم “لواء غفعاتي” إلى “الفرقة 162″، في إطار توسيع عمليته العسكرية في جباليا، رغم الدعوات الدولية لوقف الإبادة التي ينفذها بحق الفلسطينيين شمالي قطاع غزة.

وفي بيان له اليوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه “ليلاً انضم لواء غفعاتي إلى توسيع نشاطات الفرقة 162 في منطقة جباليا”.

وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على غزة منذ تشرين الأول 2023.

ويأتي توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية في جباليا، رغم دعوات دولية لوقف الإبادة التي ينفذها شمالي القطاع المحاصر منذ 14 يوماً.

وأمس الخميس، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن التهجير القسري الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي ضد جزء كبير من الفلسطينيين في شمالي غزة يشكل “جريمة حرب”.

وفي تصريحات للصحفيين من نيويورك، قال تورك إن “هناك مخاوف جدية من أن عمليات التهجير القسري واسعة النطاق التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة لا تتم وفقاً للقانون الدولي”.

وإضافة إلى عمليات التهجير القسري، يواصل الجيش الإسرائيلي قتل الفلسطينيين شمالي قطاع غزة وتجويعهم وإحراق وتدمير منازلهم وممتلكاتهم من دون توقف، منذ 14 يوماً، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

من جانب آخر، قالت وكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة ستطرح مقترحاً جديداً للهدنة في قطاع غزة، في حين اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن مقتل السنوار “أزال عقبة أساسية أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين”.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أجرى اتصالات مع نظرائه في قطر والسعودية، بالإضافة إلى الرئيس الإسرائيلي، أكد خلالها على الحاجة إلى مضاعفة الجهود لوقف إطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وأكد بلينكن خلال اتصال مع وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، “الحاجة إلى رسم مسار يمكّن شعب قطاع غزة من إعادة بناء حياته وتحقيق تطلعاته”.

وفي اتصال آخر مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، ذكرت الخارجية الأميركية أن بلينكن شدد على “ضرورة إنهاء الحرب بطريقة تخفف معاناة الشعب الفلسطيني”، وأكد “الحاجة الملحة لتأمين إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة”.

كما أجرى وزير الخارجية الأميركي اتصالاً مع الرئيس الإسرائيلي أكد خلال “التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل”، مشدداً على “إنهاء الحرب بطريقة تضمن عدم تمكن حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى”، وفق الخارجية الأميركية.

في سياق ذلك، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وعرب على معرفة وثيقة باستراتيجية الحرب الإسرائيلية والجهود التي تقودها الولايات المتحدة منذ أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية”، إنه “في حين أن مقتل يحيى السنوار أمر مرحب به، إلا أن القضاء عليه ربما خلق عقبات جديدة”.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن السنوار “لم يكن العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار في غزة”، مضيفين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعاق الاتفاق مراراً، منذ حزيران الماضي بوضع مطالب جديدة.

وقال مسؤولون أميركيون إن المفاوضات بشأن اقتراح وقف إطلاق النار تعثرت قبل نحو شهر، بعد أن قدمت كل من إسرائيل وحركة “حماس” مطالب لا يمكن التوفيق بينها، في حين انسحبت “حماس” في نهاية المطاف من طاولة المفاوضات.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، صرح للصحفيين أن واشنطن “ستحاول دفع هذا الاقتراح إلى الأمام”، مضيفاً أنه “نعتقد أنه فرصة لمحاولة إنهاء هذه الحرب، ونحن عازمون على محاولة اغتنام هذه الفرصة”.

وعمن يخلف يحيى السنوار، نقلت “واشنطن بوست” عن دبلوماسيين ومحللين وخبراء فلسطينيين قولهم إنه من المرجح أن يتولى شقيق يحيى السنوار الأصغر، محمد، الدور العسكري في غزة، مشيرين إلى أنه “لا يتمتع بإمكانات سياسية”.

وقال دبلوماسيون إن حركة “حماس” قد تختار زعيمها السياسي المقبل من دون الإعلان عن هويته لأسباب أمنية، أو قد تتبع العملية المعتادة المتمثلة في تصويت مجلس الشورى على اختيار زعيم جديد.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني المقرب من “حماس”، إبراهيم المدهون، إن خليفة السنوار ربما يكون مقره في الخارج، مضيفاً أن خالد مشعل، الذي قاد الحركة لعقدين من الزمن ويرأس حالياً مكتبها السياسي في الشتات، المرشح الأبرز لهذا الدور، كما يُنظر على نطاق واسع إلى نائب السنوار، خليل الحية، الذي يقيم الآن في قطر، كبديل محتمل آخر.

Read Previous

الاتحاد الأوروبي يناقش قانوناً جديداً للهجرة وسط

Read Next

كيانات معارضة سورية تنعي يحيى السنوار والنظام السوري يلتزم الصمت

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular