أطلقت “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، يوم الأربعاء الفائت، عملية أمنية بدعم من التحالف الدولي في مخيم الهول ومحيطه بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، لملاحقة خلايا تنظيم الدولة “داعش”، بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت “قسد” في بيان إعلان الحملة الأمنية إن العملية جاءت بعد معلومات واعترافات لعناصر “داعش” بعودة نشاط الخلايا في المنطقة وتخطيطها لـ “هجمات إرهابية”.
وأشارت “قسد” إلى أنه وسط “انشغال العالم بالحروب المتعددة في الشرق الأوسط، يبقى احتمال عودة التنظيم واقعاً لا بد من مواجهته، خاصة في المناطق النائية التي عادة ما يلجأ إليها للتخطيط للهجمات على السجون والمخيمات بهدف لم شمل عناصر داعش مع عائلاتهم ومن ثم إعادة النشاط مجدداً”.
ما علاقة توقيت الحملة بالانتخابات الأميركية؟
كشف مصدر في “قسد” لموقع “تلفزيون سوريا” أن الحملة الأمنية الأخيرة ضد خلايا تنظيم “داعش” في ريف الحسكة جاءت بتنسيق مع مسؤولين أميركيين وبالتزامن مع الانتخابات الأميركية، في محاولة لإيصال رسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة حول استمرار تهديد التنظيم وسعيه لإعادة تنظيم أنشطته في شمال شرقي سوريا.
وأوضح المصدر أن توقيت الحملة تم بتوصية من قادة عسكريين أميركيين ومسؤولين في الإدارة الأميركية الحالية، الذين نصحوا “قسد” بتسليط الضوء على خطر التنظيم إعلامياً وأمنياً، تحسباً لأي قرارات قد تؤثر على نفوذ واشنطن في المنطقة.
كما أشار المصدر إلى وجود مخاوف لدى الإدارة الأميركية الحالية و”قسد” من احتمال اتخاذ الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قرارات تؤدي إلى تقويض عمليات مكافحة “داعش” ونفوذ القوات الأميركية شمال شرقي سوريا.
وأضاف المصدر نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن التوترات في الشرق الأوسط، بما فيها أنشطة الميليشيات الإيرانية وتصاعد النزاع في غزة وأوكرانيا، قد تثني ترمب عن اتخاذ قرار بالانسحاب من سوريا، ولكن تبقى المخاوف قائمة من صفقات محتملة قد يعقدها مع تركيا أو روسيا، مما قد يفضي إلى تغييرات في المنطقة.
وتتجه “قسد” إلى تكثيف عملياتها الأمنية ضد خلايا التنظيم في مناطق سيطرتها خلال الفترة المقبلة في محاولة منها لتسليط الضوء على نشاط “داعش” وإمكانية عودته لكسب تأييد أكبر داخل الإدارة الأميركية الجديدة، لا سيما أصوات المسؤولين من الحزب الجمهوري لتفادي أي تقليص لعدد القوات الأميركية وقواعدها في شمال شرقي سوريا، وحتى أي توجه بانسحاب جزئي أو كامل على المدى القريب، وفق ما أكده المصدر.
وعقب إعلان فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، كتب قائد “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، في منشور على منصة في “إكس”: “نبارك دونالد ترمب على فوزك في الانتخابات، وأتطلع للعمل معاً كما فعلنا في الماضي، مستعدون لتعزيز شراكتنا لتوفير الاستقرار للمنطقة”.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الخميس، اعتقال 40 عنصراً من خلايا “داعش” في حصيلة أولية لعمليتها الأمنية في مخيم الهول ومحيطه بريف الحسكة.
وقالت “قسد” في بيان: إن “القوات سيطرت على كمية من الأسلحة والذخيرة وبعض المستلزمات اللوجستية العسكرية، وعثرت على مخبئين قيد التجهيز لإخفاء السلاح في منزلين”.
ووفقاً للبيان، “أنهت قسد عمليات التمشيط في الريف الشمالي لمدينة الهول وكذلك مساحات كبيرة من الريف الجنوبي، بما فيها مناطق الحدود السورية – العراقية والعشرات من الكهوف الطبيعية الموجودة في المنطقة ومخابئ محتملة لعناصر التنظيم”.
كما أعلنت “قسد”، يوم أمس السبت، إحباط محاولة فرار لخلايا تنظيم “داعش” في مخيم الهول بريف الحسكة الشمالي، واعتقال 16 عنصراً من التنظيم، مضيفة أن قواتها الأمنية عثرت على خندقين لإخفاء الأسلحة والعناصر ضمن المخيم، بحسب بيان “قسد”.