أعلنت الشرطة الأردنية، فجر الأحد، عن مقتل شخص قالت إنه أطلق النار على دورية تابعة لها بمنطقة الرابية، وسط العاصمة عمّان، وأصاب ثلاثة من عناصرها.
جاء ذلك غداة سماع دوي إطلاق نار كثيف قرب السفارة الإسرائيلية في الرابية، حيث قال شهود عيان إن دوريات للشرطة هرعت إلى المكان وطوقت المنطقة.
وقال بيان لمديرية الأمن العام، الأحد، إن المديرية “تعاملت فجر اليوم الأحد مع حادثة إطلاق عيارات نارية باتجاه إحدى الدوريات العاملة في منطقة الرابية في العاصمة عمان”.
وقالت: “إن شخصا أطلق النار على دورية عاملة في المنطقة، حيث تحركت قوة أمنية إلى الموقع وحددت موقع مطلق النار الذي حاول الفرار”.
وبينت أنه “جرت مطاردته ومحاصرته فبادر إلى إطلاق العيارات النارية باتجاه القوة الأمنية، والتي طبقت بدورها قواعد الاشتباك ما أسفر عن مقتل الجاني (لم تحدد هويته)”.
وتابع البيان: “أصيب أثناء العملية ثلاثة من رجال الأمن العام وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهم العامة متوسطة، فيما بوشرت التحقيقات”.
ولم تعلن الشرطة عن هوية الشخص المقتول، كما أنها لم تعلن عن أي اعتقالات في المكان.
ولاحقا، وصفت الحكومة الأردنية الحدث بأنه “عمل إرهابي”، وقال الناطق باسمها محمد المومني إن إطلاق النار في الرابية “اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها، وهو مرفوض إطلاقا”.
وأضاف المومني، في تصريح لقناة “المملكة” (حكومية)، الأحد، إن الحادثة “نُفذت بسلاح أوتوماتيكي”.
وأوضح أن التحقيقات مستمرة “بشأن الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة التفاصيل والارتباطات كافة وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها”.
وبرغم عدم إعلان اسمه، فقد نقلت قناة “المملكة” عن مصدر أمني قوله إن مطلق العيارات النارية في منطقة الرابية “مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات”.
وبيّن أن من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر.
ولفت، أن “منفذ العمل الإرهابي، كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق العيارات النارية تجاه طاقم دورية أمنية (نجدة) كانت موجودة في المكان قاصدا قتل أفرادها بواسطة سلاح أتوماتيكي كان مخبئا بحوزته، إضافة إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة”.
وأضاف أن “رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع”.
وبحسب عدد من المصادر المحلّية، فإن قوات الأمن أغلقت الطرق المؤدية لسفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمان، موضّحة أن “محيط السفارة في منطقة الرابية بالعاصمة عمان شهد تواجدا كثيفا لأجهزة الأمن العام، بعد منتصف ليلة الأحد”.
وتابعت بأنه “سُمع صوت إطلاق عيارات نارية في محيط السفارة، وطلب الأمن من المجاورين البقاء داخل بيوتهم، فيما يجري البحث داخل المنازل المجاورة عن الفاعل”.
وسبق أن شهد محيط السفارة الاسرائيلية في عمّان مظاهرات شعبية غاضبة ومحاولات لاقتحامها على خلفية الحرب التي تنفذها “إسرائيل” في قطاع غزة.
من جانبه نقل موقع “عمون” المحلي عن شهود عيان قولهم إن صوت إطلاق نار سمع في منطقة الرابية، تلاه توافد مركبات الأمن العام، ثم تعزيزات من قوات الدرك ومختلف الأجهزة الأمنية.
وطلبت الأجهزة الأمنية من السكان المجاورين البقاء داخل بيوتهم، وجرى البحث في منازل مجاورة عن فارين.
واستخدمت الأجهزة الأمنية طائرة درون في عمليات البحث بمحيط سفارة الاحتلال.
وبعد نحو ساعة ونصف من إغلاق المنطقة وسماع أصوات اشتباكات بالأسلحة النارية بدأت قوات الأجهزة الأمنية بالمغادرة تدريجيا.