قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنطونيو تاياناي، إن بلاده طلبت من تركيا تأمين قوافل مواطنيها من حلب إلى دمشق، مشيراً إلى أن بلاده تتابع ما يحدث في سوريا “دقيقة بدقيقة”، و”الخطر الحقيقي هو أننا سنشهد انهياراً لآلية الهجرة”.
وأوضح الوزير الإيطالي أنه أجرى محادثات مع نظيره التركي، هاكان فيدان، على هامش الاجتماع الوزارية لحلف شمال الأطلسي، في بروكسل، تناولت المسألة السورية، مضيفاً أنه “طلبت من تركيا العمل على تأمين جميع الأماكن التي تمر بها قوافل تقل مواطنين إيطاليين تتجه نحو دمشق”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية “أكي”.
وذكر تاياني أنه “طلبت من تركيا أيضاً أن تفعل كل ما في وسعها لضمان سلامة المجتمعات المسيحية، والحيلولة دون وقوع هجمات على الكنائس والمراكز الدينية في سوريا”.
وأشار إلى أن وزير الخارجية التركي “أبدى استعداداً كبيراً، وقال إنهم سيبذلون كل ما بوسعهم لمساعدتنا وضمان سلامة مواطنينا، الذين يهمون الآن بمغادرة مدينة حلب متجهين إلى دمشق”، لافتاً إلى أنه “للأسف، هناك اشتباكات على الطريق الذي يربط حلب بالعاصمة، لذلك سنرى متى سيكون من الممكن إرسال قافلة تابعة للأمم المتحدة، أو ما إذا كان يتعين علينا إرسال المزيد من القوافل”.
وأكد الوزير الإيطالي أن بلاده “تتابع ما يحدث في سوريا دقيقة بدقيقة، وأيضاً عن طريق سفارتها في دمشق، مع إعطاء الأولوية لحماية مواطنيها، ومنع انهيار آخر من ناحية تدفقات الهجرة، لأن السكان المدنيين في الشرق الأوسط هم حالياً أكثر من يعاني من جراء الأزمة”.
من جانب آخر، وفي مقابلة مع صحيفة إيطالية، اعتبر تاياني أن “ما نواجهه في سوريا خطر انهيار جديد من ناحية الهجرة، فضلاً عن وقوع كارثة إنسانية جديدة”، مشدداً على أنه “يجب علينا جميعاً أن نتحرك ونسارع لتجنب الأسوأ”.
وأعرب الوزير الإيطالي عن قلقه بشأن ما يحدث في سوريا، واعتبر أن ذلك “بمثابة تصعيد إضافي في منطقة صراع خطيرة أصلاً”، موضحاً أنه “إذا اندلعت الحرب مرة أخرى، فإن الخطر الحقيقي بالنسبة لنا هو أننا سنشهد انهياراً لآلية الهجرة، على غرار ما حدث من قبل، إذ هرب الناس إلى لبنان وألمانيا حيث استقبلتهم ميركل”.
وقبل أيام، كشف وزير الخارجية الإيطالي أن روما طلبت من روسيا حماية المدنيين بشكل عام، والإيطاليين الموجودين في سوريا بشكل خاص، مؤكداً في الوقت نفسه إلى أنه لا توجد هجمات من جانب فصائل المعارضة المسلحة ضد المدنيين.
وقال تايانيا إن “الوضع في سوريا معقد جداً، وحالياً نحاول مساعدة نحو 300 إيطالي يعيشون هناك بأفضل طريقة ممكنة، وحمايتهم من القصف الروسي”، مشيراً إلى أن بلاده طلبت من روسيا، عن طريق السفيرة الإيطالية في موسكو، حماية المدنيين بشكل عام، والإيطاليين بشكل خاص، إلى جانب أماكن العبادة من القصف.
وأكد الوزير الإيطالي أنه “لا توجد هجمات من جانب المعارضة ضد المدنيين، وهذا ضمان أصلاً”، مضيفاً أنه “نحن نعمل من أجل وقف إطلاق النار، وخفض التصعيد في هذه المنطقة المعقدة من الشرق الأوسط”.