سيريا مونيتور..
توصل المجلس الوطني الكردي وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي إلى اتفاق على تشكيل وفد كردي مشترك للتفاوض مع الحكومة السورية، بعد سلسلة لقاءات جمعت الطرفين برعاية وزارتي الخارجية الأميركية والفرنسية.
وفي اجتماع عقد مساء الثلاثاء بقاعدة “استراحة الوزير” شمال غربي الحسكة، حضر ممثل وزارة الخارجية الفرنسية، ريمي داروين، وسكوت بولز، مبعوث الولايات المتحدة الأميركية إلى شمال شرقي سوريا، إلى جانب الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي وعبدي.
تحضيرات للقاء مرتقب بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي
كشف مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن المجلس الوطني الكردي وافق على عقد اجتماع مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) خلال الأسبوع المقبل بهدف تشكيل وفد مشترك لمناقشة المطالب الكردية مع الإدارة السورية الجديدة. ويأتي هذا اللقاء بعد قطيعة دامت لأكثر من أربع سنوات بين الطرفين، تخللتها توترات وتصعيد إعلامي متبادل، إلى جانب اتهامات للمجلس الوطني الكردي لحزب الاتحاد الديمقراطي بارتكاب انتهاكات بحق أعضائه.
وأكد المصدر أن واشنطن وباريس حثتا الطرفين الكرديين على الإسراع في التوصل إلى توافق سياسي وتشكيل وفد مشترك، مشيرًا إلى أن دول التحالف الدولي تدعم هذه الجهود بشكل كامل. ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى رؤية موحدة وصياغة المطالب الكردية ضمن وفد مشترك بحلول شباط المقبل.
تاريخ المفاوضات الكردية – الكردية
انطلقت المفاوضات بين الأحزاب الكردية في نيسان 2020 برعاية وزارة الخارجية الأميركية وإشراف مباشر من مظلوم عبدي، حيث عُقدت عدة اجتماعات في قاعدة “استراحة الوزير” العسكرية بريف الحسكة. وتمكنت الأطراف من الاتفاق على “وثيقة سياسية” تهدف إلى توحيد الخطاب الكردي وإنشاء مرجعية سياسية مشتركة، بالإضافة إلى إشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة.
إلا أن المفاوضات تعثرت منذ تشرين الأول 2020، بسبب التوترات المستمرة واتهامات المجلس الوطني الكردي لحزب الاتحاد الديمقراطي بارتكاب تجاوزات ضده. ولم تفلح المساعي الأميركية والأوروبية حينها في استئناف المحادثات بشكل فعال، خاصة مع استمرار الخلافات حول ملفات عدة.
يضم المجلس الوطني الكردي 16 حزبًا معارضًا، بينما تتألف أحزاب “الوحدة الوطنية الكردية” من 25 حزبًا، أبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD). ويطالب المجلس الوطني الكردي بتحقيق شراكة حقيقية تشمل عودة قوات “البيشمركة السورية”، وإلغاء التجنيد الإجباري، وفك ارتباط حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكردستاني (PKK)، بالإضافة إلى مراجعة العقد الاجتماعي الذي يمثل دستور الإدارة الذاتية، ومعالجة قضايا المعتقلين والمختطفين.
مستقبل القوات الكردية في شمال شرقي سوريا
أشارت تقارير دبلوماسية نقلتها وكالة “رويترز” إلى أن مفاوضات معقدة تجري بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا بشأن مستقبل القوات الكردية في شمال شرقي سوريا. وبحسب المصادر، قد يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر المقبلة ينص على مغادرة بعض المقاتلين الأجانب، بينما يتم دمج العناصر المحلية ضمن وزارة الدفاع السورية.
ورغم استمرار الجدل حول دمج “قسد” ضمن المؤسسة العسكرية السورية، أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في لقاء متلفز، أن الجيش السوري لن يقبل بوجود تشكيلات مستقلة أو تكتلات خاصة، مشددًا على أن هيكل وزارة الدفاع يجب أن يبقى موحدًا.
في هذا السياق، كشف مظلوم عبدي عن اجتماع إيجابي جرى أواخر كانون الأول الماضي بين قيادات “قسد” ومسؤولين من الإدارة السورية الجديدة، حيث تم التأكيد على رفض أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة سوريا، مع الاتفاق على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.