سيريا مونيتور -دمشق
ارتفع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي إلى سبعة قتلى على الأقل، وفق ما أفادت به مصادر محلية، وسط توقعات بزيادة الحصيلة لاحقًا.
وأشارت شبكة “الإعلام العسكري” إلى أن القصف أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح متفاوتة. في المقابل، لا تزال الحصيلة الرسمية الصادرة عن وكالة الأنباء السورية “سانا” تشير إلى سقوط أربعة قتلى فقط.
تصعيد عسكري ونزوح واسع
أدت الهجمات الإسرائيلية إلى موجة نزوح كبيرة، حيث اضطر العديد من الأهالي لمغادرة منازلهم والفرار نحو القرى والبلدات المجاورة، هربًا من القصف المستمر الذي تنفذه القوات الإسرائيلية المتمركزة في ثكنة الجزيرة، وفق ما ذكره موقع “تجمع أحرار حوران”.
وتقع بلدة كويا على بُعد نحو تسعة كيلومترات من خط وقف الاشتباك في ريف درعا الغربي، وشهدت تصعيدًا عسكريًا متواصلًا خلال الأشهر الأخيرة من قبل القوات الإسرائيلية.
تصاعد التوتر في بلدة كويا
بدأت التوترات في البلدة منذ منتصف كانون الأول 2024، بعد دخول القوات الإسرائيلية إليها عقب سقوط نظام الأسد. طالبت القوات السكان بتسليم أسلحتهم، إلا أن الأهالي رفضوا تلك المطالب، كما رفضوا استلام أي مساعدات إسرائيلية، مما زاد من حدة التوتر، وفق ما أفاد به الباحث أحمد أبازيد.
وفي 20 كانون الأول، خرج أهالي كويا في مظاهرات احتجاجية ضد وجود القوات الإسرائيلية، مطالبين بانسحابها الفوري. وردت القوات بإطلاق الرصاص لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.
وبعد أقل من أسبوع، وتحديدًا في 26 كانون الأول، انسحبت القوات الإسرائيلية من داخل البلدة، لكنها تمركزت على أطرافها وأقامت نقاطًا عسكرية قطعت من خلالها طرق المزارعين نحو أراضيهم في الوديان. تزامن ذلك مع استمرار عمليات إطلاق النار وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
وفي صباح اليوم، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية في مزارع البلدة، إلا أنها تعرضت لهجوم مفاجئ، مما دفعها إلى التراجع والانسحاب. وردًا على ذلك، شنت القوات الإسرائيلية قصفًا عنيفًا على البلدة والوديان المحيطة، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، مما تسبب في وقوع ضحايا ودمار واسع.
غارات إسرائيلية مكثفة على درعا
وفي يوم الثلاثاء الماضي، قُتل أربعة مدنيين وأُصيب آخرون، إثر غارات جوية شنتها القوات الإسرائيلية على محافظة درعا.
بحسب تقارير محلية، استهدفت الغارات منطقة بين اللواء 132 وحي مساكن الضاحية غربي درعا، حيث يوجد مدنيون، إلى جانب مستودعات أسلحة تعود لفترة النظام السابق. كما استهدفت الغارات مواقع عسكرية عدة في محيط مدينة إزرع شمالي درعا، وفق ما أورده “تجمع أحرار حوران”.
شهدت سوريا خلال الأشهر الأخيرة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا، شمل ضربات جوية مكثفة، وتوغلات برية متكررة في ريفي درعا والقنيطرة.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، وسّعت إسرائيل نفوذها في المنطقة العازلة بالقنيطرة، واستكملت السيطرة على قمة جبل الشيخ، كما شنت مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية بهدف تدمير البنية التحتية للجيش السوري.
وبالتوازي مع هذه العمليات، تواصل القوات الإسرائيلية إنشاء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك، مع تجهيزها بالبنية التحتية، بما في ذلك الكهرباء والمرافق السكنية، إلى جانب شق طرق تصل إلى الحدود السورية.