سيريا مونيتور..
تعيش محافظة درعا على وقع استمرار الفوضى الأمنية، حيث وثّقت مصادر محلية مقتل وإصابة 15 شخصاً خلال الأسبوع الماضي، بينهم أطفال، في ظل غياب الحلول الجذرية لمعالجة الانفلات الأمني الذي تعاني منه المنطقة.
حوادث متفرقة وأحداث دموية
ذكرت شبكة “درعا 24” الإخبارية، اليوم الأحد، أن حادثة إطلاق نار داخل اللواء 15 شرقي مدينة إنخل أسفرت عن مقتل شابين وإصابة ثالث، بعد تطور الموقف إلى اشتباكات مسلحة.
وفي مدينة الشيخ مسكين، تعرّض رئيس المخفر للاغتيال، بينما شهدت بلدة الغارية الشرقية مقتل شاب آخر في حادثة منفصلة.
كما هزّت درعا حادثة مأساوية أقدم فيها زوج على قتل زوجته وأحد أطفاله، وأصاب طفلاً آخر قبل أن يتم القبض عليه من قبل الأمن العام. وفي قرية عدوان، قُتل فتى نتيجة إطلاق نار بالخطأ من سلاح كان بيد أحد أقاربه. كما قُتل شاب من بلدة محجة أثناء عمله ضمن صفوف وزارة الداخلية بريف دمشق.
إصابات متزايدة نتيجة الانفلات الأمني
شهدت درعا إصابة طفل في بلدة المسيفرة جراء إطلاق نار خلال مطاردة أمنية، بينما تعرّض شاب في منطقة اللجان لإصابة بطلق ناري قرب بلدة بصر الحرير. وشهدت مدينة درعا إصابتين منفصلتين نتيجة إطلاق نار عشوائي داخل الأحياء.
وفي منطقة الفاخورة بمدينة إزرع، أُصيب طفل بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، وهو دليل إضافي على استمرار تهديد مخلفات الحرب لحياة السكان في المنطقة.
عانت درعا خلال السنوات الماضية من انتشار الجريمة المنظمة وعمليات الخطف والابتزاز، في ظل تراجع دور المؤسسات الأمنية وغياب الرقابة الفعلية. وتركت السياسات التي اعتمدها النظام السابق المحافظة في حالة من الانفلات، معتمداً على شبكات محلية موالية له للسيطرة، ما أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار الاجتماعي.
بعد سقوط النظام، أرسلت السلطات العسكرية تعزيزات إلى درعا لضبط الأمن، وأصدرت أوامر بتسليم الأسلحة وتسوية أوضاع المطلوبين في عدة مناطق. ورغم ذلك، ما زالت المحافظة تشهد اضطرابات أمنية تهدد حياة المدنيين.
وفقاً لموقع “Numbeo Crime Index”، الذي يرصد معدلات الجريمة عالمياً، تصدّرت سوريا قائمة الدول العربية ذات معدلات الجريمة المرتفعة، واحتلت مراتب متقدمة ضمن الدول الأخطر في العالم خلال السنوات الأخيرة.
تظل درعا نموذجاً حياً للمعاناة المستمرة في ظل الفوضى الأمنية، حيث يدفع السكان ثمن غياب الاستقرار وترك الأوضاع دون حلول حقيقية.