سيريا مونيتور
افتتحت إدارة مستشفى إدلب المركزي بدعم من منظمة “سامز – SAMS” قسم السكتات الدماغية، الذي يُعتبر الأول من نوعه في شمال غربي سوريا، لاستقبال المرضى وتوفير رعاية شاملة ومجانية لهم، تبدأ لحظة وصولهم وتستمر حتى فترة التأهيل والعلاج اللاحق.
ويجمع القسم الفريد من نوعه بين فريق طبي متخصّص وتقنيات طبية حديثة، تُسهم في تحسين فرص الشفاء والتعافي من الشلل الناجم عن أي إصابة مفاجئة، الأمر الذي وصفه عاملون بأنه نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية في شمال سوريا، وخاصّة أنه يحوي على قسم لعلاج المصابين بـ”النشبات الدماغية”.
وجاء افتتاح هذا القسم بعد معاناة المرضى وكثرة عددهم خلال السنوات الماضية، وانحصار علاجهم داخل المستشفيات التركية التي قد تطول أشهراً أمام المريض للسماح له بدخول الأراضي التركية، بسبب إغلاق المعابر الحدودية بين الفينة والأخرى، الأمر الذي بات يُشكل هاجساً أمام ذوي المرضى الذين يقعون ضحية انحصار العلاج خارج المنطقة، إضافة للكلفة المالية المترتبة عليهم في أثناء فترة العلاج، والتي تعتبر عائقاً رئيسياً أيضاً أمام سكان الشمال السوري الذي يعانون أساساً من أزمة اقتصادية ومعيشية.
أوضح طبيب الأعصاب العامل في وحدة السكتة الدماغية بمشفى إدلب “أحمد مطلق” أن الفائدة الأساسية من افتتاح القسم تكمن في تقديم خدمة “الخثر” والتي توفر تقنية “Conect Blaze – أو – Aulti Blaze” والتي تُطبق على المريض في أول أربع ساعات ونصف من إصابته باحتشاء دماغي، والتي من شأنها أن تُقلل من حدوث أي آثار جانبية خطيرة للمصاب، أبرزها وأكثرها شيوعاً هي تعطل حركة بعض أعضاء جسده عن العمل.
يقول الطبيب مطلق إن استقبال المرضى يتم عبر طريقتين:
الأولى: عن طريق نقله عبر سيارة إسعاف من أي نقطة طبية في شمال سوريا بعد إعلام القسم بقدوم مريض، أو نقله مباشرة من داخل منزله من قبل سيارة إسعاف تابعة للدفاع المدني ومنظومات الإسعاف التابعة للمنظمات الطبية الأخرى، في حال تبين للمسعفين وجود أعراض حادّة لاحتشاء دماغي للمريض، مشيراً إلى أن منظمة سامز أجرت تدريباً نهاية الصيف الماضي لمسعفي الدفاع المدني وعاملين في منظمات إنسانية عدّة على كشف حالات الاحتشاء الدماغي والطرق الإسعافية للمصابين.
الثانية: تحويل المريض المصاب من قسم الإسعاف في مشفى إدلب المركزي إلى قسم “السكتات الدماغية” على الفور.
وبمجرد وصول المريض إلى القسم مصاباً باحتشاء دماغي أو ما يُعرف طبياً بوجود “خثرة دماغية”، يتم تحويله على الفور إلى قسم العناية المشدّدة والتي بدورها تُطبق نظام “الخثرة” حتى تستقر حالة المصاب طبياً والتي قد تطول ثلاثة أيام، ثم يتم تحويله إلى الجناح والذي من شأنه إكمال علاج المريض فيزيائياً من قبل مختصين، لحين عودة المريض إلى حالته الطبيعية، والتي قد تطول أيضاً قرابة 7 أيام.
وعن نسبة شفاء المريض وعودته إلى حالته الطبيعية بفضل هذا القسم، يقول الطبيب إن نسبة نجاح العلاج يعتمد على ثلاثة عوامل: هي الفترة الزمنية بين إصابة المريض بالخثرة ووصوله إلى القسم، وأيضاً حجم الأعراض التي تظهر على المريض عند وصوله، والعامل الثالث يتعلق بحجم الأوعية التي أصابها الاحتشاء كبيرة كانت أو صغيرة.
وأوضح الطبيب أحمد مطلق: نسبة الشفاء بشكل عام لمن أصابته الخثرة الدماغية في (وعاء كبير) وأثرت بشكل مباشر على نصف جسده الطولي كـ”يده وقدمه ونصف وجهه” فهي 25%، معتبراً أنها نسبة جيدة، إذ تمنح هذه النسبة عودة حركة الأعضاء التي تأثرت قبيل خروجه من القسم والتي يمكن أن تتماثل بالشفاء بعد متابعته منزلياً عبر جلسات معالجة فيزيائية بإشراف مختصّين، والتي تعتمد على إعادة “الحركة، والنطق، والبلع” إلى حالتها الطبيعية للمريض. وأما بالنسبة للمصابين بالخثرة الدماغية في (وعاء صغير) فإن نسبة شفائهم بالكامل وعودتهم إلى حالتهم الطبيعية بالكامل تُقدر بـ75% وهي نسبة محقّقة داخل القسم، مبيناً أن نسبة الشفاء قد تصل إلى 100% لجميع المرضى، إذا استمروا في متابعة الجلسات الفيزيائية مع المختصين داخل منازلهم.
ويوصي القسم جميع المرضى بضرورة مراجعة القسم بشكل دوري كل ثلاثة أشهر متتالية بعد تخريجهم منه، بهدف الاطمئنان على صحة المرضى ومراقبة الأدوية.
قال عبد الرزاق زقزوق المسؤول الإعلامي في منظمة سامز إن القسم يستقبل يومياً قرابة 15 حالة معظمها ليست إسعافية، وأما القبولات الشهرية فهي تُقدر بـ 250 حالة تتراوح نسبة المصابين منهم بخثرة دماغية ما بين 10 إلى 15 حالة.
يضم القسم 6 أسرّة في العناية المشدّدة، كما يحوي على 15 سريرا في الجناح وعيادتين للحالات الباردة والمراجعين. وتتحمل منظمة “سامز – SAMS” مسؤولية تأمين كافة مستهلكات القسم وأبرزها الأدوية، كما أن المنظمة عملت منذ افتتاحه على تدريب كوادر طبية على الأجهزة باعتبارها فريدة من نوعها في سوريا بشكل كامل.
وقال زقزوق إن أطباء من البورد الأميركي منهم من يحمل الجنسية الكندية ومنهم الأميركية يعملون في متابعة المرضى بالتعاون مع الأطباء السوريين العاملين في القسم.