هرعت لينا إلى مركز Flower tech بعد محاولة سرقة صورها الخاصة من حساب جوجل درايف، هدأت “بيان” من روعها وساعدتها في حذف الصور وإلغاء الحساب وإنشاء حساب جديد أكثر أماناً.
“بيان دردورة” أحد العاملات في مركز نسائي خاص لصيانة الجوالات والتسويق الإلكتروني الذي تم افتتاحه في 8 من شهر نيسان الحالي برعاية منظّمة بارقة أمل وبحضور العشرات من منظمات المجتمع المدني والقيادات المحلية والشعبية لإعلان بدء نشاطاتهم الفعلية مع توضيح وشرح للخدمات التي يقدمونها في كل قسم.
التسويق الإلكتروني.. خدمات جديدة وعروض مجّانية
“بنان إبراهيم” إحدى المشاركات في قسم التسويق الإلكتروني تقول إنهم قدّموا عروضاً عن خدماتهم المجانيّة لمدة شهر من أجل كسب عملاء جدد في المنطقة، في مجال مستحدث في المنطقة ليس على مستوى النساء فقط، بل جديد كلّيّاً.
“أعجب الحضور بالخدمة كونها تجربة من دون كلفة”، وأشرنَ إلى أن ضعف الإنترنت قد يشكّل أكبر عائق في طريق عملهم، وقلّة العملاء في بداية الطريق بسبب عدم اعتماد التسويق الرقمي من قبل التجار في المنطقة، وتضيف “إثبات العمل سيكون من خلال العمل المتواصل، قوّة التأثير بالعملاء قد يكون حافزاً لعملاء جدد”.
صيانة الجوالات للنساء.. بين التشجيع والتردد المجتمعي
“كان هناك عدم قبول للفكرة ممّن حولي في البداية، ولكن بعد فترة من التدريب في إصلاح الأعطال وجدنا نسبة كبيرة تتقبّل فكرة دخول النساء للعمل وتشجعهنّ”، هذا ما قالته “بيان دردورة” إحدى المشاركات في تدريب صيانة الجوالات والمشاركات في المعرض.
تقول بيان إنّهم حاولوا تخطّي الصعوبات من معلومات جديدة في البرنامج التدريبي، “كنت أنتظر لحظة إطلاق المعرض لكي أستقبل الدعم والتشجيع من النّاس حولي، كان عدد الزوّار كبيراً جداً وجميعهم شكرونا على تقديم هذه الخطوة”، وتأمل بيان أن تتابع أكثر في المجال لتدريب فتيات أخريات في المجال نفسه.
المعرض.. نقطة ارتكاز ضمن عدة خطوات
تضمّن المعرض جانبين رئيسيين، أحدها “صيانة الجوّالات” والآخر “التسويق الإلكتروني”، وفي كل منهم كانت المشاركات اللواتي تدربن ضمن المشروع يقمن بشرح الخدمات وتقديم بروشورات حول ذلك، كما استعرضن الجوانب التدريبية التي قمن بها وكيفيّة تجهيز المركز إلى أن وصلنَ إلى المرحلة الحاليّة.
عبيدة محصي مديرة المركز تقول لـ موقع تلفزيون سوريا “إن الهدف الأساسي هو الوصول إلى مشاريع ربحيّة صغيرة”، وتضيف أن المركز تم افتتاحه لإدخال المتدربات في سوق العمل من خلال التعريف بهنّ وقد تشمل تأمين فرص عمل للبعض منهنّ، كما تؤكّد أن بوادر الأثر بدأت بالظهور خلال المعرض من خلال إثارة الانتباه لعدد كبير من العملاء وأسئلتهم واستفساراتهم عن الخدمات المقدّمة “ما يزال العمل في بدايته ويحتاج وقتاً كافياً للانتشار لا سيّما وأنّه المشروع الأوّل من هذا النّوع في المنطقة”.
وتضيف محصي أن المشروع أنهى التدريبات النظريّة والعمليّة الخاصّة بالمجالات وجاءت خطوة افتتاح المعرض كخطوة ضمن مسيرة العمل في بناء علامة تجاريّة خاصّة بهنّ، “فريق التسويق الإلكتروني خضعوا لتدريبات حول إنشاء الإيميلات والصفحات والمواقع والترويج عبر مواقع التواصل، وأنواعه وكيفية إنشاء المنشورات بطرق مختلفة وربط الحسابات والربح عبر الإنترنت، أمّا في مجال الصّيانة فتدرّبوا على صيانة الهارد وير وإصلاح كل أعطال الجوال وحل مشكلات السوفت وير وتنزيل وتفعيل البرامج والخطوط”.
وتنهي حديثها بالقول “قد تواجههم فئة من النّاس لا تتقبّل ذلك العمل والسخرية منه أو وصمهنّ بأنهنّ أخذن فرص الرجال، لكن استمرارهم سيغيّر من هذه النظرة الاجتماعيّة وترك بصمة كبيرة”.
أحلام كبيرة وغرف صغيرة
استمر المعرض 5 ساعات متواصلة حضر خلالها عشرات الزوّار الأمر الذي سبب ازدحاماً كبيراً وسوء فهم لبعض جوانب الخدمات للآنسة “عتاب حديثي”، “خطوة جيّدة، أتمنّى لهم النجاح والاستمرار لكنني لم أستطع إدراك الخدمات بشكل جيد”.
المهندسة ميسون يونسو إحدى الحاضرات في المعرض والعاملة في مشاريع إنسانيّة تقول: “المعرض كان فكرة رائعة ورائدة”، وتضيف: “كان منظّماً بشكل احترافي، يمكن للنساء إثبات تفوقهنّ في أي مجال، “وأكّدت ثقتها في إمكانية تصليح جهاز الموبايل الخاص بها في المركز “أولاً لدعم المركز وثانياً لأن التّعامل معهم سيكون بأريحية أكثر كونهم فتيات”.