سيريا مونيتور..
تمكنت فرق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” من استخراج رفات سبعة أشخاص من بئر تجميعي في قرية الباني بريف حماة الغربي، وذلك بعد تلقي بلاغ من أحد السكان العائدين إلى المنطقة. وأوضح المُبلغ أنه أثناء تنظيف البئر لاحظ وجود عظام بشرية وثياب ممزقة، مما دفعه إلى التوقف عن العمل وإبلاغ فرق الإنقاذ.
باشرت الفرق عمليات شفط المياه من البئر، وتمكنت من انتشال الرفات التي يُرجح أنها تعود لستة رجال وامرأة، وفق التقييمات الأولية. وأكد أحد الأهالي تعرفه على أحد الضحايا، مشيراً إلى أنه قُتل على يد قوات النظام السابق عام 2013 قبل أن يُلقى جثمانه في البئر.
تم تسليم ستة من الرفات، تشمل خمسة رجال وامرأة، إلى مركز الاستعراف التابع للطبابة الشرعية، حيث جرت جميع الإجراءات وفق بروتوكولات التوثيق وجمع الأدلة المعتمدة.
وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني السوري أنه منذ بداية كانون الأول الماضي وحتى 2 شباط الحالي، تم انتشال رفات 24 شخصاً مجهولي الهوية من موقعين في بلدة سبينة بريف دمشق، إضافة إلى العثور على رفات مكشوفة لشخصين في حي التضامن بالعاصمة دمشق. كما تم اكتشاف ما بين 20 و25 جثة في بلدة القبو قرب منطقة الحولة شمال غربي حمص، و21 جثة في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، ورفات سبعة أشخاص في عدرا، إلى جانب 21 جثة أخرى مجهولة الهوية على طريق مطار دمشق الدولي.
وأكد الدفاع المدني أن عمله يتركز على التعامل مع البلاغات المتعلقة بالرفات المكشوفة وغير المدفونة، مع الالتزام بالمعايير الإنسانية والجنائية في التوثيق والتسليم للجهات المختصة. كما أشار إلى أن فرقه لا تتعامل مع المقابر الجماعية المغلقة، نظراً للحاجة إلى تفويض قانوني وخبرات متخصصة، ويقتصر دورها على الرفات المكتشفة خارج هذه المقابر.
ويظل ملف المقابر الجماعية في سوريا أحد التحديات الكبيرة، حيث تؤدي عمليات النبش العشوائي والتدخلات غير المهنية إلى تهديد كرامة الضحايا وحقوق ذويهم، فضلاً عن عرقلة التحقيقات الجنائية في الجرائم المرتكبة. وشدد الدفاع المدني على أهمية التنسيق المشترك بين الجهات المعنية لضمان كشف مصير الضحايا والمفقودين، مع توفير آليات مهنية لحفظ الأدلة وضمان حقوق العائلات في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة.
