سيريا مونيتور..
اكتشفت إدارة الأمن العام في مدينة إزرع بريف درعا الأوسط، يوم السبت، مقبرة جماعية يُعتقد أنها تضم أكثر من خمسين جثة، وذلك في موقع “اللواء 34” بمنطقة المسميّة. ووفقاً لوكالة الأنباء السورية “سانا”، فقد تم استخراج خمس جثث مبدئياً، بينما تعيق الظروف الجوية الوصول إلى باقي الرفات.
وكانت هذه الحادثة هي الثانية من نوعها في المنطقة، حيث عثر الأهالي، في 16 كانون الأول الماضي، على مقبرة جماعية في “مزرعة الكويتي” شمال غربي مدينة إزرع، وهي منطقة كانت خاضعة لسيطرة الأمن العسكري بقيادة المساعد الأول عمار رئيف القاسم. ووفقاً لمصادر محلية، تم انتشال أكثر من 31 جثة من ذلك الموقع.
تصاعد اكتشاف المقابر الجماعية عقب سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي، حيث كُشف عن العديد منها داخل المقار العسكرية والنقاط الأمنية السابقة، إضافةً إلى الحواجز التي كانت خاضعة لسيطرة قواته. وتعود الجثث المكتشفة إلى مدنيين تم اعتقالهم تعسفياً قبل أن تتم تصفيتهم ودفنهم بشكل جماعي.
جهود البحث والإنقاذ
منذ بداية كانون الأول الماضي وحتى الثاني من شباط الحالي، تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال رفات 24 شخصاً مجهولي الهوية في موقعين ببلدة سبينة في ريف دمشق، كما عُثر على جثث مكشوفة لشخصين في حي التضامن بالعاصمة دمشق. إضافةً إلى ذلك، تم اكتشاف ما بين 20 و25 جثة في بلدة القبو قرب منطقة الحولة شمال غربي حمص، و21 جثة أخرى في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، فضلاً عن سبعة رفات في عدرا، و21 جثة مجهولة الهوية على طريق مطار دمشق الدولي.
وتشكل المقابر الجماعية في سوريا تحدياً كبيراً، نظراً لعمليات النبش العشوائي والتدخلات غير المهنية، مما يهدد كرامة الضحايا ويعيق التحقيقات الجنائية. ويستلزم التعامل مع هذا الملف تنسيقاً بين الجهات المختصة لضمان العدالة وكشف مصير المفقودين، بالإضافة إلى توفير آليات لحفظ الأدلة وضمان حقوق العائلات في معرفة الحقيقة.
وفي هذا السياق، دعا الدفاع المدني السوري السلطات المحلية ووسائل الإعلام إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه المواقع، محذراً من أن الكشف العشوائي عن المقابر الجماعية ونبشها دون إشراف مختص قد يؤدي إلى فقدان الأدلة الجنائية، وانتهاك كرامة الضحايا، مما يقوّض الجهود المستقبلية لتحقيق العدالة والمساءلة.