سيريا مونيتور..
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بأن بعثة أممية قامت بزيارة إلى مدينة منبج شرق حلب، يوم الثلاثاء الماضي، في ظل تصاعد الأعمال القتالية بالمنطقة.
وأوضح “أوتشا” أن البعثة التقت ممثلين عن السلطات المحلية، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وعدد من المنظمات غير الحكومية. وركزت المناقشات على معالجة القضايا المرتبطة بسد تشرين الذي يتعرض لهجمات مستمرة، بالإضافة إلى تحديد الفجوات الأخرى التي تؤثر على الوضع الإنساني.
كما قام الفريق بزيارة مستشفى منبج الوطني، الذي يعاني من نقص حاد في الموارد والمعدات بسبب أعمال النهب السابقة التي استهدفت سيارات الإسعاف والمولدات. ورغم ذلك، يواصل الطاقم الطبي العمل بشكل تطوعي لتقديم الخدمات الطبية.
في سياق متصل، أنهى مكتب “أوتشا” بالتعاون مع منظمة “اليونيسيف” عملية مراقبة لمحطة مياه عين البيضا شرق حلب. وكانت المحطة قد أعيد تأهيلها مؤخراً بدعم من صندوق سوريا الإنساني، مما ساهم في تحسين خدمات المياه في المنطقة.
تصاعد المواجهات وتزايد المخاطر
تحول سد تشرين، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى نقطة مواجهة عنيفة بين “قوات سوريا الديمقراطية” و”الجيش الوطني السوري”، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. وأشار “أوتشا” إلى استمرار المخاطر التي يواجهها المدنيون، خاصة الأطفال، بسبب الألغام ومخلفات الحرب.
ووفقاً لتقارير الشركاء العاملين في مجال الحماية، تم تسجيل 69 حادثة مرتبطة بالمتفجرات خلال الأسبوعين الأولين من شهر كانون الثاني، ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 60 آخرين. كما تم تحديد 134 منطقة جديدة مليئة بمخلفات الحرب في محافظات إدلب، وحلب، وحماة، ودير الزور، واللاذقية.
ومع عودة السكان إلى مجتمعاتهم، شدد “أوتشا” على أهمية توفير تمويل إضافي لدعم عمليات إزالة الألغام والتوعية بمخاطر المتفجرات، بالإضافة إلى تأمين الطرق والجسور بشكل آمن.
وأكد “أوتشا” أن نقص التمويل أدى إلى توقف خدمات المياه والصرف الصحي في 636 مخيماً بشمال غربي سوريا، مما أثر على أكثر من 635,000 نازح. وأشار إلى أن هذه المخيمات تعاني من ظروف معيشية قاسية مع محدودية حركة السكان وعدم توفر خدمات كافية.
وطالب المكتب بتوفير تمويل مرن ومستدام لضمان استمرارية الخدمات الأساسية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، للتخفيف من معاناة السكان في المناطق المتضررة.