سيريا مونيتور..
شنت الإدارة السورية حملة أمنية واسعة النطاق في ريف اللاذقية، استهدفت مجموعات وصفتها بـ”فلول نظام الأسد”، وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية والاضطرابات الأمنية في المنطقة. العمليات العسكرية تركزت في ريف جبلة ومنطقة القرداحة، وتزامنت مع جهود لاحتواء احتجاجات شهدتها بعض المناطق، خاصة بعد تقارير عن اعتداءات طالت القرى المرشدية ورموزها الدينية.
تصاعد الاحتجاجات في اللاذقية
شهدت اللاذقية احتجاجات غاضبة بعد تعرض مقابر ورموز دينية في القرى المرشدية لاعتداءات، ما دفع الأهالي إلى تنظيم تظاهرات بالقرب من قيادة الشرطة للمطالبة بمحاسبة المتورطين. وأفادت تقارير حقوقية بوقوع عمليات تصفية بحق مدنيين في المنطقة، في حين أشارت وكالة “سانا” إلى انتشار مكثف للقوات الأمنية في محافظتي اللاذقية وطرطوس لضمان الأمن والاستقرار.
تطورات في ريف حمص وحماة
في ريف حمص وريف حماة، تصاعدت وتيرة الانتهاكات بحق المدنيين، حيث سجلت أكثر من 80 عملية انتقامية منذ بداية العام، راح ضحيتها 166 شخصاً، بينهم 115 قُتلوا لأسباب طائفية. الاحتجاجات في هذه المناطق تركزت على المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، بينما أعلنت الإدارة السورية عن خطوات جديدة لتعزيز الأمن ومحاسبة المسؤولين عن هذه التصرفات.
زيارة المسؤولين وتأكيد الالتزام بالعدالة
ضمن الجهود الرامية لاحتواء الأوضاع، زار محافظ حمص عبد الرحمن الأعمى قرية مريمين التي شهدت احتجاجات على خلفية الحملة العسكرية، مؤكداً التزام الحكومة بحماية حقوق الأهالي وضمان الأمن والاستقرار. من جهتها، دعت مجموعة السلم الأهلي إلى محاسبة المتورطين في الانتهاكات وتعويض المتضررين، وطالبت بالسماح لفرق الإسعاف بتقديم المساعدات الطبية في المناطق المتأثرة.
في سياق آخر، حذرت السلطات من انتشار الشائعات حول العمليات العسكرية في ريف حمص، ووصفتها بأنها تهدف لزعزعة الاستقرار. وأكد مدير الأمن في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، أن إجراءات صارمة ستتخذ ضد أي محاولة للمساس بأمن البلاد. كما دعت الإدارة السورية عناصر النظام السابق الذين لم يسووا أوضاعهم إلى التوجه إلى مراكز التسوية في اللاذقية وجبلة قبل انتهاء المهلة المحددة يوم الاثنين، مهددة بملاحقة قانونية للمتخلفين.
تستمر التوترات في المناطق المتأثرة بالاحتجاجات والحملات العسكرية، وسط تصاعد المطالبات بتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية. وبينما تسعى الإدارة السورية لتعزيز الأمن، يبقى الوضع الأمني هشاً في ظل التحديات المستمرة في البلاد.