الإسكان السريع مدخل لعودة النازحين وإعادة الاستقرار

د. فيصل الحسن
تمثل قضية الإسكان واحدة من أهم التحديات في سورية الخارجة من حرب طويلة، إذ يظل ملايين من النازحين والمهجّرين غير قادرين على العودة إلى مناطقهم بسبب الدمار الواسع للمنازل. ولأن الاستقرار لا يتحقق من دون مأوى آمن، يصبح بناء المنازل بشكل سريع جزءًا أساسياً من أولويات إعادة الإعمار.
ما هي الحلول السريعة (قصيرة المدى) لتخفيف معاناة النازحين؟
الحل الأنسب هو إنشاء شقق صغيرة مسبقة الصنع تُبنى بسرعة وتمنح العائلات شعوراً بالكرامة والاستقرار. كما يمكن لاحقاً إعادة استخدامها ضمن برامج الإسكان الوطني، أو تحويلها إلى سكن طلابي أو أشكال أخرى من الاستخدام.
ماذا يتضمن المسار المتوسط المدى لإعادة البناء؟
مع تحسن الاستقرار النسبي، يبدأ العمل على مشاريع إسكان وطنية منخفضة التكلفة، وعقد شراكات مع منظمات محلية ودولية، بالإضافة إلى تقديم قروض صغيرة للأسر لإعادة بناء منازلها.
وما هو الهدف على المدى الطويل؟
التحول من مجرد استجابة للأزمة إلى مشروع وطني مستدام للتنمية العمرانية من خلال:
* تطوير مدن حديثة متكاملة بالخدمات.
* ربطها بمراكز العمل.
* بناؤها وفق معايير مقاومة للكوارث.
* إعادة تأهيل الأحياء القديمة لضمان عودة سكانها الأصليين والحفاظ على النسيج الاجتماعي.
ما هو الدور الذي يلعبه التخطيط العمراني في هذه المراحل؟
التخطيط العمراني ضروري في جميع المراحل لتفادي عودة العشوائيات وضمان وصول الخدمات بشكل عادل.
الخلاصة: الإسكان ليس مجرد مأوى مادي، بل هو أساس الكرامة الإنسانية والاستقرار الاجتماعي والسياسي. لذلك فإن إدماج مشاريع الإسكان ضمن خطط وطنية متدرجة (قصيرة، متوسطة، طويلة المدى) يُعد خطوة محورية لإعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية. لكن النجاح يتطلب تخطيطاً مرناً يوازن بين الاستجابة العاجلة والاحتياجات المستقبلية، ويضمن استدامة الحلول.

Read Previous

انفجار من مخلفات الحرب يودي بحياة طفلين في ريف دمشق

Read Next

الشيباني يفتح صفحة جديدة في واشنطن بزيارة “تاريخية”

Most Popular