داهمت قوات الأمن التركي في إسطنبول، أمس الأحد، مبنى “حزب الشعوب الديمقراطي” (HDP) في منطقة إسنيورت، بعد العثور على صور لزعيم “حزب العمال الكردستاني” (PKK) المسجون عبد الله أوجلان، بالإضافة لـ”مواد تدعم الدعاية الإرهابية” حسب مانقلته الصحف التركية.
وكان الحزب نشر على صفحته في “تويتر” صورا وهو يقوم بعملية تطهير وتعقيم للمبنى بسبب فايروس كورونا، ما أدى إلى ظهور صور لـ “عبد الله أوجلان” على الجدران، الأمر الذي أثار غضب الأتراك.
وعقب ذلك دخلت فرق من قسم مكافحة الإرهاب في الشرطة مبنى الحزب بعد صدور أمر تفتيش من مكتب المدعي العام في منطقة بيوك شكمجي بإسطنبول، وبحسب الصحف التركية فإنه تم العثور على ملصقات وصور لأوجلان، وشعارات لـ “YPJ” التابع لميليشيا قسد على لوحات قماشية، بالإضافة لـ 1000 بروشور مرتبط بهم، ومجلة وكتب وأقراص DVD وأجهزة كمبيوتر محمولة.
وتم إطلاق سراح كل من إرجان ساغلام وديلان كليش من حزب الشعوب الديمقراطي عن منطقة إسنيورت، بعد أخذ إفادتهما في مديرية أمن إسطنبول، بتهمة “نشر الدعاية لمنظمة إرهابية” مع الخضوع للتحقيق دون توقيف.
من جهته قال وزير الداخلية سليمان صويلو على مقطع فيديو يظهر داخل مبنى “حزب الشعوب الديمقراطي” مع صور أوجلان، قائلاً “لا يمكن السماح بهذا في أي بلد ديمقراطي في العالم”.
وأَضاف أن “إساءة استخدام الديمقراطية ممكنة دائماً”، منتقداً الدول الغربية لمطالبة تركيا بالتسامح مع الأعمال الإرهابية”، مؤكداً أنها نفسها لن تسمح بمثل هذه الحوادث.
وفي حديثه عن هذه القضية، غرد مسؤول الإعلام في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون بالقول “مرة أخرى نرى أن حزب الشعوب الديمقراطي يعني حزب العمال الكردستاني، ماذا سيقول أولئك الذين يشكلون تحالفات مع حزب الشعوب الديمقراطي أمام هذه اللقطات؟ “.
واتهم الحزب بتقديم مجندين “للتنظيم الإرهابي” من خلال خداع الشباب للانضمام إلى صفوفه، قائلاً “هل هناك من بقي لا يفهم لماذا تنتظر أمهات ديار بكر أمام مباني حزب الشعوب الديمقراطي؟ مشيراً إلى أنها “دليل جديد يؤكد علاقات حزب الشعوب الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني”، المصنف ضمن قائمة الإرهاب في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وأصدر حزب “HDP” في إسطنبول بياناً مكتوب رداً على مداهمة الشرطة، قالوا فيه إن المداهمة كانت “شبيهة بالقرصنة”.
وأضاف البيان “إننا ندين هذا العمل غير المشروع، ونعلن أننا سنتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد المدعي العام الذي أصدر الأمر، وضباط الشرطة الذين نفذوه”.
وتصدرت عناوين الصحف التركية ومقالات كتاب الرأي في تركيا ما حصل بالأمس وعلاقة حزب الشعوب الديمقراطي” مع “حزب العمال الكردستاني”، إذ قالت صحيفة “AKŞAM” في عددها الصادر اليوم الإثنين، “هنا بناء حزب الشعوب الديمقراطي وليس جبل قنديل”، مؤكدة أن “التاريخ والأمة لن يغفروا لمن خان البلد وتحالف مع الأعداء”.
في حين تصدر الصفحة الأولى من صحيفة TÜRKGÜN عنوان يقول “pkk=hdp”، قالت فيه “لقد تبين موطن خلية منظمة من حزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي يتلقى تعليماته من جبل قنديل في إسطنبول، وثبت ارتباط حزب الشعوب الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني مرة أخرى”.
كما كتبت صحيفة “milat”، تحت عنوان “حزب الشعوب الديمقراطي يعني حزب العمال الكردستاني، قالت فيه “حتى الكهرباء التي تصل إلى البناء تبين أنها مسروقة، وأكدت الصحيفة في مقالها أن ما تم إيجاده في مبنى حزب الشعوب الديمقراطي في منطقة إسنيورت بإسطنبول من تمجيد ومديح للإرهاب يظهرهم على حقيقتهم.
من هو حزب الـ “HDP”
تأسس “حزب الشعوب الديمقراطي” في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2012، على أنه حزب يضم كافة مكونات وأطياف المجتمع التركي، مؤكدا أنه لا يمثل هوية أو عرقا بعينه، وينفي أن يكون حزبا كرديا، لكنه حظي بمباركة قوية من زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، عند تأسيسه ووصفه بالحدث التاريخي.
ويشكل نواب سابقون عن حزب السلام والديمقراطية الكردي، حجر أساس في تشكيلته الأولى، ويتهمه آخرون بأنه الجناح السياسي وقوة لحزب العمال الكردستاني، خاصة أن توقيت تأسيسه جاء مع الكشف عن المفاوضات السرية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
ويترأس الحزب صلاح الدين ديمير تاش، الذي بدأ حياته السياسية كعضو في حزب “المجتمع الديمقراطي” اليساري الكردي عام 2007، ونائباً عنه في البرلمان قبل أن تحظره المحكمة الدستورية العليا عام 2009 بحجة ارتباطه بـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي أصبح لاحقاً نائباً عن حزب “السلام والديمقراطية” اليساري الكردي الذي حظرته المحكمة للأسباب ذاتها، ثم أسس مع الصحافية والناشطة النسوية فيجي يوكسيكداغ حزب “الشعوب الديمقراطي”.