قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، إنه على الاتحاد إجراء محادثات مع طالبان في أفغانستان، معتبراً أن “الحركة انتصرت بهذه السرعة لأنها خلقت جواً من الرعب بين المواطنين”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المفوض الأوروبي عقب الاجتماع الاستثنائي عبر تقنية الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وتابع بوريل قائلا “لقد ربحت الحركة الحرب وعلينا التحاور معهم”، مؤكداً أن الاتحاد لن يتعاون مع الحكومة الأفغانية الجديدة “إلا إذا قدمت تسوية سلمية وشاملة واحترمت الحقوق الأساسية لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والشباب والأشخاص المنتمون إلى الأقليات”.
وأوضح بوريل أن “الأولوية الأكثر إلحاحاً بالنسبة للكتلة هي ضمان المغادرة الآمنة لمواطني الاتحاد الأوروبي والأفغان الذين عملوا مع التكتل أو الدول الأعضاء به على مدار العشرين عاماً الماضية”.
كذلك اتفق وزراء خارجية الاتحاد على ضرورة “منع تكتل حركات الهجرة على نطاق واسع، وتقديم الدعم لدول العبور والدول المجاورة”.
وسيعقد وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً استثنائياً، اليوم الأربعاء، لمناقشة نهج الكتلة تجاه أزمة الهجرة المحتملة.
ومنذ أيار الماضي، بدأت “طالبان” توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية، المقرر اكتماله بحلول 31 آب الجاري.
وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان بشكل شبه كامل، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم “طالبان” لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات ضد الولايات المتحدة في أيلول من ذلك العام.